الصراف الآلي
كم منا خطر على باله وهو يضع بطاقته البنكية في شق الصراف الآلي، أن يسأل نفسه عما يعرف من معلومات عن هذه الآلة المنتشرة في الكثير من الأماكن لتيسير التعامل والخدمات المالية المفيدة على مدى الأربع والعشرين ساعة؟
أطرح سؤالي هذا بمناسبة مرور خمسين عاما على تدشين أول صراف آلي في العالم بواسطة بنك «باركليز» البريطاني في أحد فروعه بحي «إنفيلد» شمال مدينة لندن، وذلك في السابع والعشرين من يونيو/حزيران ١٩٦٧؛ وقتها افتتح المصرف ستا منها في أماكن مختلفة، أما الآن فيوجد ما يقدر بثلاثة ملايين صراف آلي في العالم تقوم بخدمات مصرفية متعددة مثل سحب وإيداع وتحويل النقود، والاستعلام عن الرصيد المالي، وتسديد الفواتير المختلفة.
ويطلق على الصراف الآلي المصطلح الإنجليزي ATM (اختصارا للكلمات Automated Teller Machine وفي بريطانيا يسمى Cash Point.
لقد ساهم الصراف الآلي في تغيير تعامل الناس مع النقد وجعله ميسرا وفي متناول عملاء البنوك وقتما يشاءون.
وعلى الرغم من التطور الحالي في استخدام الوسائل الحديثة في تداول الأموال عن طريق الحاسوب والبطاقات المصرفية إلا أنه يظل اقتناء النقد والتعامل به في حياة الإنسان اليومية منتشرا وذا أهمية.
وكانت فكرة إنشاء الصراف الآلي من بنات أفكار المخترع الأسكتلندي «جون شيفرد بارون»، ويعتبر الممثل الكوميدي «ريج فارني» المعروف وقتها بالتلفاز البريطاني هو أول شخص في العالم يستخدم الصراف الآلي ويسحب نقودا منه.
والآن يوجد في العالم ملايين الصرافات ويُصرف منها مليارات الريالات أو الدولارات، وأقصى صراف آلي في شمال الأرض موجود في «لونجياربن» بالنرويج، بينما أقصى صراف آلي جنوب الكرة الأرضية يقع في محطة «ماكمردو» بالقطب الجنوبي المتجمد ويقيم بالقرية حولها ما يقارب من الألفين من العاملين في مراكز البحث والتجارب.
ومن خلال عدة احتياطات، فإن الصراف الآلي يتميز بصعوبة السطو عليه ونهب ما فيه من أموال، وذلك من خلال تصميم أجزاءه، ووجوده في مناطق مطروقة وبها حراسات، ووضع أجهزة الرصد التلفازي والإنذار الفوري حولها، إلا أن معظم حوادث السرقات تتم من عدم حرص العملاء على إخفاء الأرقام السرية أثناء عمليات سحب مبالغ أموالهم والتراخي في اتباع تعليمات المصارف عند التعامل مع هذه الآلات.