العمر لا يحسب بالسنين
يا ترى هل سرقتني الحياة وأنا لا أدري؟ أين ذهب عمري؟ هل جعلت مني الحياة ريشة في مهب الريح؟ قال تعالى «والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما»، يا ترى من يعاقب على سرقة العمر والسعادة إذا؟
إن العمر لا يحسب بالسنين، وإنما بالإحساس ولحظات السعادة؛ فقد تكون في الستين وتشعر أنك في العشرين، والعكس صحيح، وهي مسألة نفسية أنت من يحسها، فاحذر من سرقة عمرك، حيث لا رقيب سوى الضمير.
وكما يقول توم ستوبارد «العمر ثمن باهظ جدا لتدفعه ثمنا للنضوج»، ويقول أحدهم «في كل مطلع فجر تتغير الدنيا، فحاول أن تكون كما تريد، فإنه لمن المحزن أن تكون إلى الآن على قيد الحياة ولا تمتلك حلما تقاتل من أجله».
فمن السهل جدا أن تكون ما تريد عندما تعشق حلمك، لذلك في كل يوم ومع بزوغ فجر جديد، أنت أمام فرصة وحياة جديدتين، فحاول أن تصنع من نفسك ما تريد، وتحقق ما تريد رغما عن أنف الحياة، واجعل العالم يرى أفضل ما لديك، وأنك قادر على الوقوف على ناصية حلمك والقتال لأجله، وآمن: إن الإرادة التي لا تنثني تعلو على كل شيء حتى الدهر، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة،.
لذلك لا أثق ولا أؤمن بالبيت القائل:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وإنما أثق تمام الثقة بـ:
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
إن الذي يرتجي شيئا بهمته
يلقاه لو حاربته الإنس والجن
فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها
تجري الرياح كما رادت لها السفن
اجعلوا لأنفسكم قناديل من أحلام لا يقتلها الآخرون مهما حاولوا، بل: قف على ناصية الحلم وقاتل فهي حياتك.