الفن ضرورة حياة
عندما ننطق بكلمة فن؛ فإنه تلوح في الأفق ملامح تتخللها الكثير من معاني الجمال، مما يجعل من يشاهدها تحت تأثير عقلي وفكري، فتبدأ النفوس في تغيير مبدأ الاتجاه الأحادي إلى الاتجاهات العديدة، تستنطق الروح بأشكال موضوعية وواقعية ونسبية.
وتحرك فيها المياه الراكدة لتصبح واسعة الإدراك.
والفنّان: هو الذي يفكر بطرق غريبة مميزة ويكون سابقا لزمانه، ولديه حس هائل، يساهم في تنمية ما حوله. ففي وقتنا الحاضر أصبح كل من صعد منبرا، أو وقف خلف كاميرا ليظهر من خلال أي وسيلة إعلامية يعتبر نفسه فنانا.
ومن الخطأ الذي نرتكبه بحق مجتمعنا أن يعطى هذا الوصف لمن ليس أهلا له؛ لأنه في الحقيقة يفتقد للكثير من مهارات إيصال الرسالة، فلا يعلم ماذا يريد ونحن كذلك لا نعلم ماذا يريد ولا يملك أبسط المقومات؛ لكي يحمل لقب فن.
هناك من أعطاهم الجو الذي جعلهم يعتقدون بصدق موهبتهم المزعومة، ولا شك بأن المجتمع كان له دور في إفراز مثل هذا الفن؛ لأننا نفتقر لوجود الأجواء المناسبة والتي من خلالها تتطور هذه الفنون ويكثر الإقبال عليها لاكتشاف كل فنان.
فكان واجبا علينا السعي لتطوير كافة الأدوات، التي تعيننا على إخراج فنان راق يمثلنا ونسخر كافة الإمكانات التي تتوافر لنا لإيجاد فن أصيل يعكس ما يعيشه المجتمع ويواكب التغييرات التي تطرأ، لذلك الفن الهادف ضرورة للعيش في الحياة كالماء والطعام.