بالأفعال لا بالأقوال
يحكى أن ثعلبا أراد استفزاز ملك الغابة فأوعز إلى الغراب والبومة والفأر والكلب العقور أن يشيعوا الفوضى والأكاذيب بين سكان الغابة؛ رغبة في استنقاص سلطات الغضنفر وتولية أبي الحصين زمام الأمور. ومرت الأيام والشهور والخيوط تنسج، والخفافيش تعقد اجتماعاتها في ظلام الليل الدامس لإنفاذ المخطط وفق الجدول المزمع تنفيذه.
وفي صباح يوم باكر اكتشف الهزبر الخديعة وهرب المخادع إلى جبل عالي وظل ينادي صحبه ورفاقه هلموا فلكم المنعة والمكانة ولكن هيهات هيهات فإذا حضرت القوة وغضب الحليم ارتجت الآكام والهضاب لغضبه، وأوعز الأسد للصقر بإحضار ذي الدنايا مكبلا وللرأس حاسرا وللعينين مطرقا وانكشف المعاونون عن الخوان الأثيم، وعادت الأمور إلى مجاريها لتؤكد الرد بالأفعال لا بالأقوال.
يزداد عجب الإنسان عندما يشاهد بغيا تحث النساء على العفاف، وسارقا يندب الناس إلى الأمانة، ولكن العجب يزول عندما يرى قناة تدعى «الجزيرة من» دويلة تدعى قطر؛ فهي جزيرة تعبر عن رأي جزيرة يطوفها العاجز بقدميه.
قناة اجتمع فيها الرويبضة والمتسكعة وسفلة القوم، ويتحدثون عن القيم وهي منهم براء، يتباكون على جمال وقد قتلوا الآلاف، يطالبون بالمحاكمة العادلة وهم من زرع الفتنة والقتل والتشريد في بلاد اليمن وليبيا ومصر والقائمة تطول. يستنشقون الكذب والزور والبهتان، ولكن الأيام حبلى بالحقائق والفجر قريب.