حتى لا تكون سجينا لمخاوفك
من الجميل أن أشارككم إجابة السؤال الذي طرحته على إحدى الصديقات وفي الغالب أجيب على هذا النوع من الأسئلة بتحفظ حتى أصلح ذاتي، ولكن من باب المشاركة ولتقليص بعضاً من المخاوف في ذهني؛ أيضاً لأعطيها حقا من الاهتمام كما أهتم بأحلامي ومن ثم أعلن عنها بكل فخر.
سأشارككم إجابتي لتكون نافعة، فالمخاوف بالنسبة لي هي أفكار لم افهمها بعد! وقد لاحظت أن السبب وراء هذا الخوف هو الجهل، وهو الذي يشعرنا بالضعف الذي يجعلنا رهينة ما نخافه فهي سلسلة من تجر بعضها بعضا، وفي المقابل، المعرفة تقلص هذا الخوف فينا، فنصبح أقوى، وهو ما يشعرنا بالحرية في الاختيار فمن أبرز مخاوفي (أن أكون امرأة نمطية) أن أحيا وأموت وأنا لم أرد للحياة معروفا، أن أحيا وأموت وكأنني لم أكن، أن يصبح الملل إحساسا مألوفا في داخلي هذه الأفكار تقلقني لأنني بطبيعتي أجهل المستقبل وما سأصبح عليه؛ لذا أحاول أن أواجه مخاوفي كل يوم بالمعرفة فأنا حينما أدرك أفكاري أكون واثقة بأن غدِي سيكون جميلا بناء على أفكاري فبالمعرفة والوعي يختفي الخوف فأصبح أقوى مما كنت عليه بالرغم من أن الكثير يراهن على أن الخوف وهم.
وترى المدربة «ميل روبنز» أن الخوف حقيقة؛ فقالت «إن الخوف يحدث حالة فيزيائية في أجسادنا تماما ما يفعله الحماس أو الإثارة فينا كتسارع نبضات القلب أو التعرق أو ارتفاع الكورتيزون فالفرق بين تأثير الخوف والإثارة تسميتنا له واستجابة الدماغ . فحينما تقول أنا متحمس لركوب لعبة قطار الموت فجسدك سيدفعك للأمام بينما إن قلت أنا خائف فدماغك حتما سيوقفك من خوض هذه المغامرة»؛ فالخوف يضيق من آفاقك ويجعلك سجينا لمخاوفك.