حياة واحدة لا تكفي!

تاريخ التعديل
5 سنوات 9 أشهر

يقول عباس محمود العقاد «أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني» 
أعلم بعجزي في وصف شعوري، فكلما زاد الابتعاد المخيف والذي أسميته العزوف الكبير عن القراءة أصاب بالإحباط وأُقتل بعدد المرات التي أرى فيها الكتب ملقية على الرفوف من غير أن يمسها أي قارئ. فبالقراءة توسع المدارك والمعارف وتتطور الأفكار فتشاهد الجوانب التنويرية من هذه الحياة، وعندما يحدد الهدف من القراءة ويختار القارئ الكتاب الذي تميل نفسه في الإبحار فيه والاطلاع عليه يجد أن القراءة تتحول إلى وسيلة من وسائل المتعة والترفيه.
فلو اهتمت شعوبنا في بلادي العربية، بالقراءة فإننا سنكوّن أنفسنا ونبني شخصيتنا وسنحدد أفكارنا وثرواتنا واتجاهاتنا وتوجهاتنا، وستنهض أمتنا وسنسير كالجسد الواحد متلاحمين لا يعيقنا عائق في سبيل تحقيق أحلامنا التي نسعى اليها.  وفي حديثي ذات يوم مع أحد الكتب قال لي بأن أجمل ما وصف به هو قول الشاعر:

لنا ندماء ما نمل حديثهم 
أمينون مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى
ورأيا وتأديبا وأمرا مسددا
بلا علة تخشى ولا خوف ريبة 
ولا نتقي منهم بنانا ولا يدا
فإن قلت هم أحياء لست بكاذب 
وإن قلت هم موتى فلست مفندا

فقلت له: 
أنا وشعوب بلادي العربية نعلم بأن مكوثا قليلا دائما معكم خير من مكوث كثير منقطع، كما أننا نحب من يهدينا كتبا لم نقرأها.