صورة سلبية!

تاريخ التعديل
6 سنوات 3 أشهر

هي ليست تلك الصورة المظلمة المليئة بالألوان العكسية أو الصورة التي لم تحز على رضا مصورها، بل ما أقصده «مجموعة من التصرفات نتجت عن أفكار غريبة كان لها نتائج سلبية». فمظاهر العنف التي بدأت في الانتشار في مجتمعنا، والتي نقرأ عنها في الصحف ونتابعها في كافة وسائل التواصل الاجتماعي؛ هي في الحقيقة مشكلة تثير الخوف؛ لعدم وجود ما يردع من تنامي تلك الظاهرة، فتلك المرأة تشتكي من معاملة زوجها، وذاك الطفل يطلب نجدة تنقذه من ابيه، وذاك الطالب الذي يتغيب عن مدرسته؛ لأن هناك من يمارس معه العنف بكل أشكاله.
كثيرة هي القصص والمآسي التي تحدث في مجتمعنا ويطالب كل المهتمين بهذه القضية بإصدار القوانين والأنظمة الرادعة التي تحد من هذه التصرفات الرعناء، وتعطي كل ذي حق حقه، ولكن لا مجيب، لماذا؟ لا أعلم. 
كما أن ظاهرة الخوف من الجديد وعدم تقبّله ليس لأنه خاطئ وسيقود إلى عواقب وخيمة، بل لأنه فكرة جديدة يعتبرها البعض دخيلة تهدف لانتشار الفساد والرذيلة وتحارب الخير بشتّى صوره، لا أحد يريد النقاش ولا أحد يريد الاستماع، لماذا؟! لا أعلم؛ كما أن استمرار النظر إلى المرأة دوما بمنظور الفتنة يسلبها حقوقها ويئد حياتها الطبيعية، ويعزز اعتبار أي تغير يحدث في حياتها هو شر سيحيط بنا من كل جانب، فما يحزنني كثيرا، وبالرغم من التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، من خلال «رؤية المملكة 2030» والتي من أهم أهدافها مشاركة المرأة في شتى المجالات وعودة جميع ما سلب منها خلال سنوات ماضية، لا يزال البعض للأسف مستمرا في حربه السابقة تجاهها، لماذا؟! لا أعلم. 
هذا جزء بسيط مما لمسته وعايشته من تصرفات ما زالت تنتقل من جيل إلى آخر يتوارثها الأبناء وهكذا، لذلك لا بد لنا من الحد من انتشارها عن طريق مجالس توعوية وتثقيفية، أو الاستفادة من كافة وسائل التواصل الاجتماعي والاستعانة بالمختصين في علمي الاجتماع والنفس. فلعلّنا بذلك نعود إلى سابق عهدنا الذي طالما حدثنا كبار السن عنه.
لذلك فإن استمرار حالنا على ما نحن عليه الآن يدعو للخوف؛ فيجب أن نعيش عيشة طبيعية لا توثر فينا. وهذه المظاهر نأمل قريبا بأنها ستكون من الماضي.