غيمة عمل وأرض أمل
لطالما كنت تلك الفتاة التي تراودها أحلام اليقظة المشرقة، التي كان يرسمها والداها لها، ثم جعلاها غير واضحة الملامح؛ لكي تتم تلك الرسومات والأحلام كما ترغب، فقد كان الوالدان يريدان مني كما باقي إخوتي، أن نكون فاعلين في المجتمع، تاركين لنا تحديد كيفية هذه الفاعلية، تحت مظلة المبادئ والقيم، وتحت قاعدة: كلُّ ميسر لما خلق له.
كنت أتساءل دائما حين يأتي ذكر النساء العظيمات، كخديجة وعائشة وأم سلمة، أوالخنساء، أوفاطمة الفهري، أو زينب النفزاوية. ترى كيف نكون مثلهن؟ حقا كنت أحلم أن أكون مثلهن في عصرنا هذا، فقد لمست في نفسي روحاً مفعمة بالحيوية ترنو لتحقيق النجاح، ومعطاءة، وقيادية، كنت أتساءل دائما، كيف أساعد مجتمعي رغم كل العقبات ؟ فبذلت الجهد الكبير؛ لأطور نفسي، حتى ازدادت ثقتي بنفسي ثقة لا تصل لحد الغرور.
وبحمد الله عندما وفقت لدخول الجامعة وتخصصت في دراسة الإعلام، لمست شيئاً محسوسا، ووجدت طريقاً واضح المعالم؛ لكي أمشي لتلك الأحلام التي رافقتني منذ الطفولة؛ لأصل بها بإذن الله إلى هدفي المنشود، وإلى نهاية سعيدة، حتى انشر رسالتي، وأبذل ما استطيع؛ لكي أضيف لمجتمعي ما يستحق ، لعلي أصل بذلك إلى رضا الله سبحانه وتعالى، ثم لشيء مشابه لما وصلت له فاطمة الفهري التي أسست أول جامعة في العالم، أو غيرها من النساء العظيمات، أريد أن نرتقي إلى أعلى الدرجات بأمتنا، ومجتمعنا، وقد كنت أطمح لأن أكون عضوا فاعلا، في مجموعة تضم فتيات يحملن نفس الهم الذي أحمله، ويشاركنني في تحقيق ما أرنو إليه، فذلك أقرب للرشاد والسداد، وأعظم فائدة.
وبحمد الله فقد وفقني الله وأصبحت رئيسة النادي الإعلامي، لهذا المستوى الدراسي، الذي حقق نجاحا ملحوظا بفضل من الله، ثم بجهودنا التي تضافرت لتقدمه بهذا المستوى المشرف.
وقد ساعد في تطوير الكثير من مهاراتي وخبراتي الحياتية، التخطيط والتنظيم، والمرونة في التعامل، والالتزام بالصبر، وروح التعاون. فالحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه.
إن ما سبق ليس إلا قطرة من القطرات التي انهمرت من غيمة ممطرة، أرجو أن يبارك الله بها فتسقي أرض أحلامي، فتهتز وتربو، ثم أراها في يوم ما وقد أصبحت جنة خضراء، ذات قطوف دانية، وأريج فواح .