متلازمة التعب المزمن (1)

رغم أن هذه العلّة المزمنة تصيب الإنسان في أي سنّ وأي جنس إلا أنها أكثر شيوعا في النساء في الأعمار بين منتصف العشرينيات ومنتصف الأربعينيات، وحيث لا يوجد لدينا الآن إحصاء دقيق عن العدد الإجمالي للمصابين بهذه المتلازمة على المستوى القومي إلا أنها تصيب ما يقرب من ربع مليون شخص في بلد مثل المملكة المتحدة.
وتعرّف الجهات المعنية متلازمة التعب المزمن بأنها حالة معقدة ومتأرجحة تتميز بالتعب النفسي والعقلي والجسدي وسببها غير معلوم،  إلا أن الخبراء يعتقدون بأنها قد تحدث بسبب العدوى أو اضطرابات في جهاز المناعة أو  اختلال في توازن الهورمونات، والبعض يعزونها إلى مشاكل الصحة العقلية مثل التوتر والصدمات النفسية أو يكون منشأها من الجينات.
وأعراض متلازمة التعب المزمن واسعة وإن كان معظم المصابين بها يشكون من الشعور بالتعب الشديد وأنهم ليسوا على ما يرام، بجانب الأرق وآلام بالمفاصل والعضلات والصداع والرغبة في القيء، ويشكو المرضى بالمتلازمة من ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز، وقد لا تظل العوارض ثابتة فتتغير كل يوم ويشعر المريض بأيام جيدة وأخرى غير طبيعية.
ونظرا لأن عوارض متلازمة التعب المزمن تتداخل مع عوارض العديد من أمراض أخرى فإن تشخيص المتلازمة يتسم بالصعوبة، وقد يكون بسبب تغيّر الأعراض من شخص لآخر فمثلا قد يكون العرَض الرئيس في مصاب بالمتلازمة هي مشاكل الحركة والتنقل بينما في مريض آخر قد يكون اضطراب الذاكرة أو الآلام الجسدية هي العرض الأكبر لديهم، ويزيد أمر التشخيص صعوبة عدم وجود اختبار خاص بالمتلازمة وإنما هناك عدة اختبارات معروفة وشائعة يتم إجراؤها لاستثناء أمراض وعوارض أخرى قبل التوصل إلى القول بأن المريض مصاب بالمتلازمة مثل فحص الدم والبول للتأكد من عدم وجود فقر دم عند المصاب أو تغيير في هورمونات الغدة الدرقية أو أمراض الكبد والكلى، ولهذا قد تطول فترة تشخيص المتلازمة حتى يتم استبعاد كل المشاكل الصحية الأخرى، وقد يرى بعض الخبراء بأنه إذا استمرت العوارض مدة زمنية أكثر من أربعة أسابيع فعلى الطبيب أن يفكر في تشخيص المريض بأنه يعاني من متلازمة التعب المزمن، أما إذا استمر المصاب يعاني من العوارض أطول من ثلاثة أشهر
وأن حالة المريض لم تعد لحالتها الطبيعية فإن تشخيص المتلازمة يكون أقرب للحقيقة.
وحيث أن العالم حاليا في مرحلة العودة إلى ما قبل وباء الكوفيد١٩ فإذا وجد شخص ليس عنده مشاكل صحية في رئتيه ولا في جهازه التنفسي لكن لديه عوارض متلازمة التعب المزمن لمدة طويلة فهو يصنف باحتمالية إصابته  بالمتلازمة التي أعقبت الإصابة بالكوفيد١٩.
وسوف نكمل إن شاء الله طرق المعالجة في المقال القادم إن شاء الله.