من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
يجب على المسلم أن يحرص على ما ينفعه ويهتم بما يعنيه من عمل الخيرات وترك المنكرات وأن لا يدع نفسه فارغا من عمل الخير وزيادة الحسنات ويترك مالا يعنيه من فضول النظر والكلام، ويحفظ وقته من الضياع.
يؤكد ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
وهذا توجيه نبوي كريم يرشدنا فيه صلى الله عليه وسلم، إلى الطريق الذي يبلغ به العبد كمال دينه، وحسن إسلامه، وصلاح عمله، فبيّن أن مما يزيد إسلام المرء حسنا، أن يدع ما لا يعنيه ولا يفيده في أمر دنياه وآخرته. وفيه توجيه للأمة بالاشتغال بما ينفعها، ويقرّبها من ربّها، ويرفع مكانتها، ويعلي شأنها وينصرها على عدوها.
ولا شك في أن اهتمام المرء وانشغاله بنفسه وبما يعنيه فيه فوائد عظيمة، حفظ للوقت، ومسارعة في الخير، وسلامة للصدر، وإبراء للذمة والبعد عن كل ما ينكد حياته.
وينبغي للمسلم أن يشتغل بما يعنيه من صلاة وزكاة وصيام وحج وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر وصلة الأرحام والإحسان إلى الناس وغير ذلك من الاعمال الصالحة التي تقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
والتَرك المقصود في هذا الحديث يشمل أمورا كثيرة، منها ترك فضول النظر، وفضول الكلام، ولغو الحديث من غيبة ونميمة وقول الزُّور، وغير ذلك من الأعمال الفاسدة التي تغضب الله.
وخلاصة القول: إن في الحديث إرشادا بـأن يهتم المسلم بما يعنيه ويترك مالا يعنيه، وهذا يعين العبد على تطهير النفس وتزكيتها، وتربيتها على معاني الجد في العمل، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لحسن القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.