من قتل الضفدع؟
أجرى بعض علماء الأحياء تجربة غريبة على ضفدع، إذ أحضروا إناء مليئا بالماء ووضعوا فيه ضفدعا ثم وضعوا الإناء والضفدع على نار هادئة.
لاحظ العلماء أن الضفدع يتأقلم جسمه بالتدرج مع ارتفاع درجة الحرار، فكلما ازدادت درجة الحرارة قليلا تأقلم جسد الضفدع معها، وأخذ الماء يزداد في الحرارة والضفدع يتأقلم أكثر وأكثر مع البيئة التي يعيش فيها حتى وصل الماء لدرجة الغليان فلم يعد الضفدع قادرا على التأقلم فأراد القفز من الإناء فلم يقدر، فمات في الحال.
اختلف العلماء الذين أجروا هذه التجربة في سبب وفاة الضفدع، فمنهم من أرجع الوفاة إلى غليان الماء، ومنهم من أرجعها إلى حرارة النار، غير أن أحدهم قال كلمة حكمة هي المناسبة لنا في هذا المقال، فقال: «سبب موت الضفدع تأخره في اتّخاذ القرار في الوقت المناسب».
تشبّث بالأصالة وعايش المعاصرة، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ولا تعجل عمل الغد إلى اليوم، إلاّ إذا كان التعجيل فيه مصلحة آنية، ومنفعة دينية ودنيوية، إذا عصفت الريح فانحن لها، وإذا هدأت فتابع سيرك. تشبه بالبعير في سيره فهو يرى رؤوس الكثبان ولا ينظر تحت قدميه كي لا يتباطأ في سيره، لا تلتفت للوراء فإن ذلك سبب رئيس في لحاق الذّئب بالظّبي، وهي أسرع منه بمراحل.
لا تعايش عصرا بفكر عصر قبله، فلكل عصر دولة ورجال. لا تتعجل في اتخاذ القرار دون دراسة متأنيّة فتندم، ولا تتأخر في اتخاذ القرار الصحيح بحجة التأقلم فتلحق بالضفدع.