هل ظاهرة «السِّيلفي» مرض نفسي؟

تاريخ التعديل
6 سنوات 6 أشهر

في ٣١ مارس ٢٠١٤، تناولت وسائل الإعلام القومية والعالمية، شائعة عن خبر اعتراف الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية بظاهرة «السيلفي» على أنها مرض نفسي. و«السيلفي هو التقاط الشخص لصورة له بالهواتف الذكية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي».
ووقتها لم تثبت صحة الخبر، إلاّ أن بحثا نُشر في «الدورية العالمية للصحة العقلية والإدمان» بتاريخ ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧، يقول فيه الدكتور «مارك جريفيثز» أستاذ الإدمان السلوكي بقسم الأمراض النفسية بجامعة «نوتنجهام ترنت» بالمملكة المتحدة «منذ بضع سنوات كانت هناك إشاعة متداولة تتحدث عن أن الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية ستعترف بظاهرة «السيلفي» على أنها مرض نفسي، وعلى الرغم أنها كانت حينها كلاما يتردد؛ إلا أنني أؤكد الآن أن ظاهرة السيلفي مرض نفسي حقيقي، وقد طورنا أول مقياس سلوكي في العالم نقيّم به درجة إصابة المرضى النفسية».
وقد تم إجراء البحث في الهند؛ لأن الهنود أكثر الشعوب استخداما «للفيسبوك» والأكثر موتا نتيجة محاولاتهم أخذ صور بالهواتف الذكية لأنفسهم من مواقع خطيرة.  
أثبتت الدراسة وجود ثلاث مستويات من ظاهرة «السيلفي» المرضية:
الأولى: الحالة الحَدِّيَّة Borderline State: وهي قيام الشخص بالتقاط ثلاث صور سيلفي يوميا على الأقل؛ لكنه لا ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
الثانية: الحالة الحادة Acute State: التقاط الصور بعدد ثلاث صور على الأقل يوميا ثم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
الثالثة: الحالة المزمنة Chronic State: وجود رغبة صعب التحكم فيها لدي الشخص؛ لالتقاط صور سيلفي على مدار اليوم والقيام بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بما لا يقل عن ست مرات يوميا.
 وقد توصل الباحثون إلى أن المصاب بظاهرة السيلفي يعاني من جملة أشياء منها: البحث عن الاهتمام، وفقدان الثقة بالنفس، والأمل في تعزيز الصورة الاجتماعية، والشعور بالانتماء لمجموعة ترغب باستمرار في نشر صورهم.
وقد اشتمل البحث أيضا على عشرين سؤالا تمثل «مقياس السيلفي السلوكي» لدي الأفراد، حيث تُظهر الإجابة على الأسئلة مستوى معاناة الشخص من الظاهرة النفسية، وأمثلة لهذه الأسئلة «أشعر بالشهرة عندما أنشر صوري الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي» و «كلما أخذت سيلفي أشعر بتحسن في المزاج وأحس بالسعادة»  و «أصبح عضواً مهما بين أقراني بنشر صوري الشخصية».  
وبجانب ما بحثته هذه الدراسة فإنه، في اعتقادي، يوجد مستوى عادي وطبيعي، لمن يريد أن يأخذ سيلفي وينشره على صفحته بوسائل التواصل الاجتماعي، بغرض التعريف بنفسه تماما مثل الصور الخاصة على الهوية أو جواز السفر، وهؤلاء لا يطلق أحد عليهم «معتلين نفسيا»، ولا يتم التعامل معهم مثل الذين يعانون من ظاهرة السيلفي.