أين الحوار في وسائل الإعلام؟!

أستاذ مشارك بقسم الإعلام والاتصال
تاريخ التعديل
6 سنوات 8 أشهر

لم تصبح وسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية المعاصرة، خاصة التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي فضاءات للتواصل والتفاعل الإيجابي البناء وإنما تحولت للأسف في ظل التحولات الجوهرية التي مست ممارساتها إلى منابر لنشر الخلاف والصراع في المجتمعات, فقد غابت عن الكثير من برامجها الإعلامية أساسيات الحوار الهادف، الذي نفتقده بصفة بارزة و جلية في مختلف المجالات  المرتبطة بحياتنا اليومية والذي يمثل جوهر الرسالة الاتصالية المفروض على وسائل الإعلام تقديمها الى الجماهير.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الإطار هو: ما فائدة الصخب والجدال والتنازع والتراشق اللفظي في وسائل الإعلام ؟

الأكيد أن هذا الأمر سيزيد من حدة التوتر الذي يولد العنف والكره والنزاعات, والمفارقة العجيبة أن ديننا الإسلامي قد جعل الحوار أساس رسالته التي ملأت الدنيا رفقا ورحمة وتطورا في كل الميادين, ولكن للأسف أصبح الكثير من الناس في عصرنا الحالي يعرضون عن هذا الحوار ويتجاهلونه بينما نجد الغرب يتمسك به ويعتمد عليه في بناء مسيرته الحضارية المستمرة وفي نبذ العنف وقبول الآخر المختلف.

ولإرجاع مكانة الحوار في مجتمعاتنا يجب على وسائلنا الإعلامية أن تغير في أسلوب عملها من خلال انتهاج طرق جديدة و فعالة في تشكيل المضامين المختلفة لبرامجها الحوارية و كيفية تقديمها للجمهور آخذة  في الحسبان  وضمن أولوياتها الأساسية خدمة المجتمع لا غير، عبر نشر ثقافة الحوار الممجدة لروح السلم والتعايش.