غوغل.. ومعايير الخصوصية
خذ هاتفك الذكي، اختر عدم تحديد المكان، وإذا كنت ما تزال غير مطمئن أزل بطاقة الخط الهاتفي من الجهاز، فربما بعد ذلك يساورك الشعور بأنك غير مراقب! واخيرا ستتمتع بكامل الخصوصية التي افتقدتها منذ زمن!
لا تصدق ذلك عزيزي المستخدم، فسواء أزلت تحديد المكان أو بطاقة الخط الهاتفي، فأنت مراقب أينما ذهبت. فالخصوصية والأمان انزوت منذ وقت ليس بالقصير وأصبحت من رابع المستحيلات.
فقد اعترفت شركة غوغل بقيامها بتتبع، ليس آلاف ولا ملايين، بل مليارات المستخدمين حول العالم وتحديد مواقعهم دون موافقتهم أو حتى علمهم كأقل تقدير لهذا المستخدم الذي يحمل في جيبه قنبلة موقوته لا يستطيع الاستغناء عنها حتى في منامه.
عملية التتبع التي انكشفت مؤخرا خصت تحديدا الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد. وبما أن أندرويد مملوك بالكامل لشركة غوغل فخيوط الجريمة تبدو واضحة المعالم، فقد كشفت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها بأن عملية التتبع هذه قد بدأت بشكل مكثف في بداية العام الحالي ٢٠١٧ أي أن المتتبعين (بضم الميم) أمضوا حتى الآن ١١ شهرا تحت أنظار الشركة، ترصد في كل لحظة تحركاتهم وتجمع البيانات وترسلها بشكل فوري لخوادم الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذ الانتهاك الصريح لن يمر مرور الكرام؛ فالكثير من محبي الخصوصية لن يقبل بمتطفل يحمله معه أينما ذهب، ومن المؤكد سنبدأ بالبحث عن جهاز جديد لا يرى ولا يسمع ويتكلم فقط بما يملى عليه لا أكثر.
على غوغل كشركة الآن وبعد هذه الفضيحة المدوية أن تعيد الثقة في نظام تشغيلها بأي شكل من الأشكال؛ فمن سيذهب لنظام آخر لن يرجع ابدا فالتنافس الآن ليس على المتطور بل على الأكثر امانا.