غير.. مناسب للعائلة!!
كعادتنا يوميا نتصفح موقع مقاطع الفيديو الأشهر يوتيوب، نقضي الساعات تلو الساعات نتنقل من مقطع لآخر، وربما يدركنا الوقت دون أن نعي بأننا سرقنا في هذه الساعات من حياتنا المعتادة لحياة افتراضية سلمنا فيها أعيننا وعقولنا وحتى قلوبنا لمتابعة الغث والسمين في أكبر موقع لمحتوى الفيديو في العالم.
قبل أسبوع فقط أعلنت غوغل الأب الروحي ليوتيوب عن استجابتها لجملة من التقارير التي أرسلت في السابق للإبلاغ عن مقاطع فيديو اباحية نشرت عن طريق حسابات شخصية على منصة يوتيوب، وبدورها قامت بحذف أكثر من ٢٧٠ حساباً، إضافة لأكثر من ١٥٠ الف مقطع فيديو غير لائق، مع ايقاف التعليقات على أكثر من ٦٢٥ الف مقطع.
هذه الأرقام الفلكية تستوقفني كثيرا، فلو استمرت لأصبحت ككرة الثلج التي ستدمر كل ما يعترض طريقها، خصوصا أحلام الطفولة، فآلاف آلالف من مقاطع الفيديو إما أن تحتوي عبارات أو مناظر خادشة للحياء وغير لائقة للأطفال فما بالك بالمراهقين، وتحت هذه المقاطع سيل لا يعد ولا يحصى من التعليقات الأكثر فحشاً. فهل هذا ما كان يطمح إليه جاود كريم وأصدقاؤه عندما اسسوا اليوتيوب؟
فالننظر ولو لبرهة للنصف الممتلئ من الكأس ونغفل النصف الفارغ، فمما لا شك فيه أن موقع يوتيوب أحدث ثورة كبيرة ويسعى يوما بعد يوم ليعزز مفهوم الانتقائية بتقديم خدماته للشركات والمنظمات والجمعيات والأفراد، فوجوده مطلب للجميع ولكن على شركة غوغل أن تعي بأن محتواه يحتاج لمراقبة دائمة تكاد تضاهي سرعة محرك البحث غوغل.
ولكون الإعلان عملية مربحة عبر يوتيوب؛ فبالمقابل على المحتوى أن يصنف لفئات سنية كما هو الحال في افلام السينما على أن يكون المحتوى الغالب مناسبا للعائلة.