2017.. عام حرب التقنية
ودّعَنا أخيرا العام ٢٠١٧، بكل ما فيه من أحداث وتناقضات. فقد كان عاما مليئاً بالجديد والغريب في مختلف المجالات.
على الصعيد التقني تحديدا، لم تكن أحداث العام الفائت؛ إلا انعكاسا لما وصلنا إليه من تطور تقني وتكنولوجي، فقد زادت فيه الهجمات والاختراقات، وتنافست الشركات على كعكة السوق؛ ليأكل القوي الضعيف بشراء حصته السوقية، ونجحت شركة «أمازون» المتجر الإلكتروني الأكبر في العالم، في الاستحواذ على «سوق.كوم» المتجر الإلكتروني العربي، في صفقة لم تعلن أرقامها حينها، بينما تمكنت «آبل» من شراء تطبيق الموسيقى «شازام» بصفقة قدرت بـ ٤٠٠ مليون دولار.
لم تكتمل فصول المشهد هنا، فالأحداث المتسارعة والإثارة والغموض، تواصلت في المسلسل التقني، ففي بدايات 2017، أعلنت شركة «سامسونج» عن نتائج التحقيق في حوادث انفجار جهازها «نوت ٧» محملة الجريمة بالكامل للبطارية، لكن وللإنصاف، فالبطارية كانت أيضا في قفص اتهام شركة «آبل» بعد اعترافها أواخر العام، بإبطاء أجهزتها القديمة، بهدف دفع المستهلكين لاقتناء الاصدارات الجديدة من جهاز الآيفون.
في المقابل، فإن أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية أخذت دور البطولة، فقد أعلن بيل جيتس مالك مؤسس شركة «مايكروسوفت» العالمية عن استغنائه نهائيا عن جهازه الذكي بنظام «ويندوز فون» واستبداله بجهاز بنظام «أندرويد» مع إلغاء فكرة المشروع نهائيا لعزوف المطورين عن توفير برامج له، رغم الدعم المالي الكبير.
وطالت موجة الإلغاء، الكثير من الأجهزة والمشاريع، كعزوف المستخدمين عن شراء نظارة «سناب تشات»؛ والذي أجبر الشركة على إيقاف فكرة انتاج نسخة أخرى أكثر تطورا.
وفي 2018 الحالي، نتوقع أن يستمر هذا المسلسل التقني الطويل، مع ظهور شخصيات وضيوف شرف يقاسمون أبطاله السابقين الأحداث في سيناريو مليء بالاختراقات والهجمات الإلكترونية، كما نتوقع اندماجات وإلغاء مشاريع قائمة. ونحن بدورنا سنراقب المشهد!