فهد العرابي.. أيقونة النجاح والاحترام
من فلسفة عميقة وضع العمل بأمانة وصدق، والخوف من الله فيما يضمر وفيما يقول ويفعل، مبدأ لحياته، فعانق الشموخ ورسم مشوار نجاحه المهني بتفرد وتوهج، متوجها بهما نحو التميز والإبداع.. إنه رائد الثقافة ومهندس الصحافة الخليجية الدكتور فهد العرابي الحارثي.
ولد الحارثي في مدينة الطائف، واحدة من تلك المناطق التي لا تلد إلا المميزين، وعاش طفولته مغرما بالثقافة والتعليم ومولع بالأدب والإعلام، وأمضى سنواته الأولى ناهلا من محطات القراءة، وممارسا لمقومات الثقافة.
وطنية صادقة وحيادية أصيلة وإنصاف متعمق كانت أدواته في سيرة مثالية فعُرف بأسلوبه الراقي واللبق في الحديث والتواصل الاجتماعي، آمن بأن لكل زمن صحافته ولكل صحافة رجالها، فكان من أوائل المطالبين بتجديد الدماء الصحفية في الإعلام السعودي.
حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها بتقدير ممتاز، مع مرتبة الشرف الأولى، من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى.
وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب والعلوم الإنسانية مع مرتبة الشرف الأولى, بإجماع هيئة التحكيم بجامعة السوربون في باريس.
سار برئاسة تحرير مجلة «اليمامة» أكثر من 12 عاما الى الامتياز، حريصا منذ لحظة توليه رئاستها على إحداث الفرق وإيجاد التنوع ومراجعة أسباب الفشل والنجاح معا، فاستطاع بمهنيته أن يضع استراتيجية واضحة شعارها الأساسي الوطن والناس فتفردت اليمامة في حينها بتميز وطرح مختلف في الإنتاج والتفرد بلغة خدمت المواطن القارئ وحققت أهدافها.
وكان العرابي أحد الذين اختارهم الملك فهد بن عبدالعزيز ليكونوا جزءا مما سمي بـ «الفريق التأسيسي لمجلس الشورى» في صيغته الجديدة عام 1992.
وبصفته رئيسا لمجلس إدارة «مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام» ضمن فريق يضم 70 مثقفا يربطهم هدف واحد هو محبة الوطن، حرص العرابي على الاهتمام بالقضايا الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، وتأكيد أهمية البحث العلمي باعتباره الوسيلة الأنجع باتجاه دعم القرار وتشجيع حركة البحث العلمي وتنشيطها وتوطيد العلاقة مع المجتمع بجميع أطيافه.
قادته كفاءته الإعلامية الهائلة في عام 1997 لرئاسة الفريق العلمي الذي أعد الدراسات التأسيسية والاستشارية لإنشاء صحيفة «الوطن» السعودية، كما قاد فريق العمل الذي خاض مرحلة تأسيس الصحيفة وإطلاقها، وأشرف على تلك المرحلة وما تخللها من إنجازات، وانتخب أوّل رئيس لمجلس إدارة الصحيفة، كما كلف مديرا عاما للمؤسسة، وتولى كذلك الإشراف على التحرير (رئيس التحرير).
أثرى العرابي الكثير من المؤتمرات والندوات بمشاركات علمية فاخرة، وبلغت مؤلفاته تسعة كتب أدبية بينها نصوص قصصية وأخرى ثقافية وسياسة.
بنى الحارثي تعامله المهني والأخلاقي على ثلاثة أيقونات رئيسية هي: احترام القلم والعقل والإنسان، ليكون أنموذجا حاضرا من الرقي والنزاهة، لا تغيره الأحداث ولا تغيبه كثرة الأشخاص أو تباين النجاحات.