«وش دخلك»
تتألم كثيرا عندما تشاهد السيارة التي تقف أمامك أو بجانبك عند إشارة المرور وسائقها يرمي بما تجمع في سيارته من أوراق وعلب مشروبات ومناديل من نافذة السيارة المظللة ويقوم بإغلاق النافذة، فلا تعد تراه من خلف هذا الكاتم العجيب الذي يضعه على الزجاج الجانبي، وعندما تحاول تنبيهه فإنه يتجاهلك ولا يرد عليك، وإذا استطعت محادثته وحدثته عن «شناعة» ما قام به يكون جوابه «وش دخلك» فتتقبلها على مضض وتتحسر.
فكثيرا ما تلتقي بهذه التصرفات بشكل يومي ومن أشخاص ليس بهم جهل بفداحة ما يقومون به، ولكن عدم الخوف من نظام يحاسبه أو قانون يردعه فلن يكون هناك استجابة لكافة وسائل التوعية والمواعظ التي تذهب أدراج الرياح، نلتقي في مجالسنا التي لا تخلوا من قيام أشخاص برمي النفايات من زجاج سياراتهم أو ترك مخلفاتهم في الأودية والحدائق التي يتنزهون بها، وكل يتهم الآخر. فمن ِالذي يقوم بهذا العمل غيرنا، نحن من نرمي ونترك خلفنا كل ما لم نستطع حمله من أوراق وعلب وأكياس بلاستك، كلنا متهمون بلا استثناء.
فإذا انعدمت الرقابة الذاتية لدى البعض ولم يشعر بأن ما يتركه خلفة قد يؤذي غيره، وهذا نهانا عنه الله تعالى في قوله «كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ» ورسولنا الكريم يحذرنا من أذية المسلمين، فالإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
وكذلك شرعت الحكومات الأنظمة التي يجب أن تردع كل مستهتر أو غافل، فسنت الأنظمة المالية.
فعقوبـة رمي المخلفـات في الطرقات حسب نظام المرور، المخالفة المالية التي تتراوح من 100 إلى 150ريالا، "كما فرضت أمانة منطقة عسير الغرامة لمخالفة رمي المخلفات من السيارات بمبلغ 200 ريال."
ولكن نحتاج لوعي أكثر من ذلك ورقابة مشددة من قبل الجهات المسؤولة؛ لأن من أمن العقاب أساء الأدب.