حرب التقنية والتطبيقات القادمة
تشتكي كثير من دول العالم من البطالة التي نالت منها ووصلت لأرقام كبيرة يصعب السيطرة عليها، وأصبحت هاجسا كبيرا لدى الدول التي تحاول بكل الطرق إيجاد الحلول للقضاء على البطالة، وفتح فرص جديدة لتشغيل المواطنين في وظائف لائقة تعينه على قضاء احتياجاته.
البطالة هذا الداء الذي يواجه الدول قد يتسبب في سقوط حكومات ودول إن لم تستطع معالجة البطالة التي تزيد ولا تنقص.
وبالرغم من سعي الدول للوصول بالبطالة لأرقام صغيرة ومحاولة التغلب عليها نجد أن هناك خط سير آخر، قد يكون سببا في كثرة البطالة وزيادة أعدادها، وربما تصل لأرقام مخيفة لا يمكن القضاء عليها وهو الاتجاه نحو التقنية، والذي أصبح متسارعا أكثر من جهود الحد من البطالة؛ وأصبحت الكثير من القطاعات والمؤسسات تعتمد اعتمادا كليا على إدخال التقنية الحديثة والاستفادة منها في أغلب تعاملاتها، وهو ما يقلل من نسبة الاحتياج للعنصر البشري مستقبلا، والملاحظ لسير القطاعات الحكومية بالذات في وطننا الغالي والرغبة الشديدة نحو التقنية.
فها هي جامعتنا وخلال السنوات القليلة الماضية خطت خطوات كبيرة في الاستخدام الكبير للتقنية من خلال تسجيل الطلاب وإنهاء كافة احتياجاتهم آليا دون تدخل بشري، وكذلك نظام الاتصالات الإدارية والتقدم الحاصل فيه من خلال برنامج «إنجاز» والكثير من البرامج التي لم تعد في حاجة للعنصر البشري، كما كانت في السابق .
وعلى المستوى الخارجي كثير من البرامج والتطبيقات التي أصبحنا نستخدمها، وتقدم لنا حلولا سريعة ومبهرة مثل تطبيق «أبشر» الذي سهل كثيرا من الخطوات والإجراءات واختصر الوقت، كما أن وزارة العدل قد احتفلت في الأسبوع الماضي بإتلاف آخر توكيل ورقي يصدر لمواطن، وأن وزارة الصحة لديها تطبيق «صحة» والذي سيكون جهة تواصل بين المريض واستشاري الوزارة؛ لتزويد المستخدم بنصائح علاجية قد تغنينا في المستقبل عن الذهاب للمستشفى.
ورغم جمال استخدام التقنية التي تختصر الوقت وانبهارنا بها؛ غير أنه قد يكون لها اضرار أكبر على المجتمعات، وستخلق بطالة مقنعة في قطاعاتنا. فهل نحن مستعدين لهذه التقنية؟