شعب الإنسانية
طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة في وطننا الغالي بعدد من المواقف الإنسانية، وأخذ الناس يتداولونها فيما بينهم وهو ما يؤكد نبل وإنسانية المواطن السعودي، الذي تربى على القيم الإسلامية والعربية، والتي تربي فيه الإنسانية بكل معانيها.
ويكفينا إنسانية تسمية «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» والذي لا يتوانى في تقديم المساعدة لمن يحتاجها في اليمن وسوريا، وغيرها من الأقطار الإسلامية والعالمية.
ولعل أبسط ما قدم من هذا المركز العظيم رعايته الإنسانية للأطفال الذين جندهم الحوثيون والعمل على إعادتهم لذويهم، بعد أن حصلوا على الرعاية الإنسانية اللازمة.
كما أن الكثير من المواقف تجدها لدى العسكريين بكافة قطاعاتهم الذين عملوا في الحج، فيما يقدمونه من أعمال إنسانية لمساعدة الحجاج، حتى أن البعض منهم يقوم بحمل الحجاج العاجزين لإيصالهم إلى مقر سكنهم ومساعدتهم ومدهم بالمياه الباردة ورشهم بها؛ ليخففوا عنهم عناء وحرارة الجو.
والمفرح أنهم يتسابقون في ذلك بكل رغبة صادقة، جعلت العالم أجمع يشهد بإنسانيتهم وقدراتهم. ولم يكن الحج ببعيد حتى طالعتنا وسائل التواصل بمواقف أخرى، بعيدا عن مكة والمشاعر المقدسة.
فهذا مدرس يتلقى قبلة على رأسه؛ لأنه أنقذ حياة أحد الطلاب صغار السن عندما شعر باختناق أثناء الدرس، وقام بمساعدته حتى عاد نفسه لطبيعته؛ ومعلم آخر عندما شاهد طالبا صغيرا في السن، وهو يؤدي اختباره ويرتجف من البرد، فسارع ومنحه معطفه ليعينه على تحاشي الجو البارد.
وما زلنا نذكر بكل فخر الطيار السعودي الذي عاد بطائرته إلى مدينة الدمام؛ لتتمكن مريضة بالسرطان من أخذ علاجها الذي نسيته في المطار؛ وهو ما أخر الرحلة قرابة الخمسين دقيقة. ولم تكن هذه المواقف تأتي من كبار السن فحسب، فهذا طالب المرحلة الابتدائية الذي يوفر من مصروفه اليومي؛ ليتصدق بها عن زميله المتوفي.
مواقف كثيرة يصعب حصرها؛ ولكنها تدل على عمق الترابط المجتمعي للشعب السعودي، الذي تظهر إنسانيته في مختلف المواقف.