عندما يكون الشعب وزارة إعلام

نائب المشرف العام
تاريخ التعديل
5 سنوات 10 أشهر

هل إعلامنا ضعيف؟ هذا السؤال يتكرر عند كل أزمة تمر بها بلادنا؛ فتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بالمحاولة على إشباع هذا التساؤل طرحا، حيث يرى البعض بأن إعلامنا ضعيف جدا في مواكبة الأحداث ويكمن ضعفه في أنه لم يعط كافة القضايا التي نعيشها الاهتمام الذي  يرتقي لمكانتنا (كدولة عظمى)، حيث إنه يركز على بث أغلب رسائله من خلال قنواته المحلية والقنوات المحسوبة علينا، والتي للأسف تركز على قضايا سطحية لا تخدم تحسين صورتنا عند الغير، وتركز بعضها على برامج ترفيهية تأخذ اغلب فترات العرض في تلك القنوات.
وهناك من يتهم إعلامنا بأنه لا يمتلك الأدوات التي تمكنه من طرح حلول وبيان موقف واضح حول معظم القضايا التي تمسنا أو نعيشها، فالضيوف هم أنفسهم يدورون على معظم البرامج في قنواتنا ليس لديهم ما يقدمونه أبدا فلا أسلوب جريء في الطرح ولا قوة في المنطق.
ونحن كدولة قوية في مختلف المجالات نحتاج لإعلام قوي يدافع عن قضائنا بشكل فوري ولا ننتظر من الآخرين أن يسرحوا ويمرحوا في القضايا التي تمسنا كدولة وكشعب وتجعلهم يطلقون الإشاعات والأراجيف التي قد تشوش على أفكارنا، ثم نبدأ في تكذيب هذه الإشاعات ويكونوا قد تقدموا علينا في إيصال إشاعاتهم وأفكارهم لأكبر عدد من شعوب العالم، فلم يعد أحد يصدقنا.
بلادنا ولله الحمد لا ينقصها المال ولا الرجال وإخلاصهم، فلدينا شعب هو بحد ذاته وزارة للإعلام، فقط نحتاج من إعلامنا متابعة كل ما يمسنا ليدفع الأكاذيب التي يروجها الإعلام الحاقد والموجه والمدفوع له بكافة العملات؛ إعلام باع ذمته ومصداقيته، فعند مشاهدة القنوات الفضائية وخاصة الناطقة بالعربية لبعض الدول؛ تجد بأن أغلب برامجها جاءت من مخرج واحد ومن مصدر واحد، فنفس المحاور ونفس الصور واللقطات ونفس المصادر وكل همها تشويه صورتنا والزج بوطننا في كل قضية، وكأننا سبب مباشر فيها؛ لذلك نحتاج إعلاما يخرج للعالم ولا يقبع خلف قنواتنا التي تبث لنا فنحن نعرف وطننا ونعرف نقاوة وصدق ما نقوم به؛ ولكن الحملات والمؤامرات التي تحاك ضدنا تحتاج لأعلام قوي يفرض هيبتنا كسعودية عظمى.