في تبعثرنا قوتهم!
لا أحد ينكر الحملة الكبيرة التي يقودها تجار ومهربو المخدرات على وطننا الغالي، فلا يكاد يمضي شهر إلاّ ويعلن فيه عن كشف كمية كبيرة من المخدرات في مختلف المنافذ، بالرغم من اتخاذ كافة الوسائل والتدابير التي تقوم بها الجهات التي تسعى إلى القضاء على هذا الداء الذي يساهم في خلخلة وتدمير شباب الوطن إذا تمكن وانتشر بينهم.
وقد تفنن هؤلاء في ابتكار العديد من الوسائل الماكرة التي يحاولون من خلالها إدخال سمومهم، يقول الله تعالى «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
ولعل آخر طرق محاربة هذه الآفة هو قيام الجامعة بإطلاق ورشة عمل محددات الخطة التنفيذية لمواجهة المخدرات في منطقة عسير، والتي جاءت لتأكيد دور الجامعة بالتعاون مع كافة الجهات لمحاربة المخدرات.
وعند انطلاق هذه الحملة من الجامعة ستكون أقوى وأخطر على مهربي ومروجي المخدرات؛ للثقة التي يوليها المجتمع للجامعة ودورها التنويري في نشر ثقافة خطر المخدرات.
وفي رأيي أن الجامعة عندما تبنت هذه الورشة هدفت من ورائها إلى تعزيز ثقة المجتمع بالمشاركين في هذه الورشة وجعلهم أكثر مصداقية؛ بالإضافة لاستعدادها بدفع أكبر عدد من كوادرها من أعضاء هيئة التدريس المتميزين والمتخصصين لإثراء هذا الموضوع وجعله أكثر فائدة، يمكن من خلاله الخروج بتوصيات مفيدة تساهم في فاعلية مكافحة المخدرات بكافة جوانبها.
ولعل الهدف الأسمى لمثل هذه الورشة التي تبحث كيفية تنفيذ الخطة الموضوعة لمكافحة المخدرات، هو تخويف المهربين والمروجين وجعلهم أكثر قلقا على مصيرهم؛ لأنه يلقى اهتماما كبيرا من الجهات العلمية في المنطقة، بما تحمله من عدتها وعتادها ومفكريها لمحاربة وقمع هؤلاء الفاسدين الذين يهدفون لإغراق الشباب في المخدرات، ولكن المفرح في هذا الأمر هو، أن الدولة لا تتوانى في اتخاذ كافة التدابير التي تضمن بأن نعيش في مجتمع خال من المخدرات.