وطنا لكل العالم
كل إنسان يعشق وطنه بطريقة خاصة، فالوطن، قد يكون قلبا وليس أرضا، لأن الإنسان نشاء يحب الأرض التي عاش فيها مهما كانت قاسية عليه، ويحن لها كما يحن «لحضن أمه، وخبز أمه ولمسة أمه».
هذا الحب الذي يعيش مع الإنسان لوطنه يجعله أكثر تمسكا به ومحافظة عليه، ولا يبخل بأن يفديه بعمره. الوطن هو الملاذ الآمن لكل إنسان فمهما تكبر وطغى على وطنه لا بد أن يأخذه الحنين إليه لأنه حب لا يمكن أن يمحوه غير الموت. يقول الشاعر مصطفى الرفاعي:
ولا خير فيمن لا يحب بلاده
ولا في حليف الحب إن لم يتيم
نعم إن الوطن هو قلب الإنسان الذي يشعره بإنسانيته التي يسخرها لخدمة الأرض التي يعيش عليها ويساهم في إعمارها ورعايتها وحفظ حقوقها، الوطن هو قلب الإنسان الذي يمده بالحياة ويبث فيه الطاقة التي يحتاجها ليعيش، لأن الإنسان الذي يفقد وطنه فإنه يفقد الحياة مهما طال به العمر.
الوطن قلب لا ينساه الإنسان مهما بعد عنه أو تغرب لأنه يسكن قلبه فيعطيه أحلي أيام حياته ليعيش مع وطنه في حب ووئام.
الوطن قلب لا يمكن أن تنزعه لتحب غيره فهو أول وآخر من تلجأ إليه ليحميك مما قد يصيبك في حياتك، الوطن نعمة كبيرة لأنه يمنحنا كل سبل الحياة والآمان والعيش بسلام مع أنفسنا ومع الآخرين.
ولعل أعظم ما يبين محبة الإنسان لوطنه ما يشاهده من تضحيات منهم حوله، فقد وهبنا الله وطن هو مهوى أفئدة كثير من الناس يأتون إليه من كل مكان يشعرهم بإنسانيتهم من خلال ما يجدونه من حب وأمان نفسي ووظيفي؛ يستطيع في هذا الوطن بناء نفسه والتزود بمتطلبات الحياة، وهبنا الله وطن يفتح ذراعيه لكل العالم ينشر بينهم السلام. وهبنا الله وطننا نحبه فاحبنا.