إتقان فن الأداء
إن الهدف الرئيسي لمهنة التدريس هو تحقيق التواصل. والحديث إلى الآخرين مهم في تلك المهنة. فهل يغفل من يقومون بالتدريس هذه الحقيقة؟
قد يحدث ذلك لأنهم مضطرون للتعامل مع أمور تبدو بعيدة عن التواصل مع الآخرين وهي الأعمال الإدارية، فالمدرس بوصفه مرشدا أكاديميا يكون مراقبا وطبيا نفسيا، وكاتبا للسجلات يسجل الحضور والدرجات، ووظائف ومسؤوليات جسام بعيدة عن التدريس ومتعلقة بمهام أخري قد تؤثر على تركيز المدرس، ولكن عليه ألا ينسي حقيقة أن للتدريس الأولوية وأنه يتطلب أساليب تواصل تتسم بالمهارة.
فهدف المدرس الأساسي هو تقديم المعلومات، وكلمة «تقديم» هي الكلمة المحورية، فلا يكفي أن يكون المدرس ملما بالموضوع الذي يقوم بتدريسه ومصدرا لمعلوماته، وانما سر التدريس الجيد يكمن في التواصل الناجح والقدرة على توصيل المعلومات إلى ذهن الطالب، الأمر الذي يتطلب مهارات الوجه المشرق المنبسط، التعبير بالصوت والنظرات، الإيماءات مع لفظ الكلمات الوصفية، الحيوية والثقة بالنفس واستشعار أهمية ما يقوم به المدرس في تلك اللحظات من تحقيق التواصل.
ومن الأخطاء الجسيمة في عملية التدريس، تعود موضوع الدرس وأن يصبح الأمر روتينيا، خال من الحياة بسبب التكرار، لكنه جديد بالنسبة للطالب.
لذا فعلى من يقوم بالتدريس أن يبقي في ذهنه صورة المرة الأولي؛ لكي يحتفظ بموضوع مادته جديدا بالنسبة لطلبته اللذين يقدم لهم المعلومات لأول مرة.
كما أن ما يميز المدرس الجيد هو الرغبة والقدرة على التقديم بشكل ممتع للطالب من خلال التجديد، فيضفي سحرا على الشيء الذي قد يبدو شيئا عاديا.
إن التدريس من أفضل المهن وأكثرها تحديا، والكل يمكنه إحداث الفرق في القدرة على التدريس بإتقان مهارات التواصل إلى جانب المهارات الأكاديمية الأخرى، من خلال تنحية المشكلات الشخصية جانبا، وكذلك المسؤوليات غير المتعلقة بالتدريس، والتذكر بأن الطالب لم يسمع موضوع الدرس الذي يعرض أمامه من قبل، بالإضافة للاستمتاع بما يقدم حتى يستمتع به الطالب، وإدخال عنصر الأثارة والتجديد داخل مكان التدريس، وعلى المدرس الاهتمام بالمتابعين له ليكن مؤثرا.