استثمار المساجد

تاريخ التعديل
6 سنوات 8 أشهر

لقد كان المسجد النبوي مكانا تاريخيا لانطلاقة العلم والفكر ونشره في أرجاء العالم في ذلك الوقت، حيث استثمره النبي عليه الصلاة والسلام في تبادل الحوار بين أصحابه وحل القضايا والمشكلات العصرية.

وفي وقتنا الحاضر توجد في المساجد مساحات خالية وشاسعة ينبغي ملئها بأنشطة توعوية وفكرية تعيد لهذه المساجد مكانتها التاريخية والفكرية؛ فهو المكان الذي تجد فيه جميع أطياف المجتمع بمختلف المستويات والأفكار يقصدونه لأداء الصلوات.

وإذا تم استغلال هذه المساجد بالدورات التدريبية في مجال اللغة والتقنية وغيرها والندوات الفكرية التي تناسب المجتمع وهمومه، وإذا جعلت المساجد مكانا لتعلم القرآن والأخلاق، فسنرى التغيرات الايجابية في المجتمع بعد تطبيق ما يسمعه الناس في هذه المساجد من دروس توعوية، ولو تم تخصيص وقت قليل لذلك، فإن النتائج دوما ستكون مثمرة في ايجاد مجتمع يتسم بروح المعرفة العلمية والفكرية والثقافية والأخلاقية.

فلابد من الاهتمام بالمساجد التي توجد فيها مساحات جاهزة ومجهزة والاستفادة منها وجعلها جاذبة لكل أطياف المجتمع، فقد بني هذا المسجد من أجل المجتمع والذي لا يزل منذ عصر النبوة وعبر التاريخ الإسلامي منارة إيمان وجذب علمي، وهدف عملي تدور حوله كل المؤسسات التعليمية والمهنية في مختلف أصقاع المعمورة.

كم كان بودي أن يتم التعاون بين الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية ووزارة الشؤون الإسلامية، لتبدأ الجامعات في تقديم بعض الدورات التدريبية والأنشطة التعليمية لهذه المساجد فنحقق أمر الله في التعلم والفائدة ونكون ممن يشملهم الحديث النبوي الشريف «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة».