اضطراب المبدعين

تاريخ التعديل
سنتان 5 أشهر

 

منذ بضع سنوات أصبح اضطراب ثنائي القطب صديقي،  يفرحني تارة ويحزنني تارة أخرى، تصالحت معه وقررت أن لا يؤثر على حياتي العملية وحياتي اليومية، وأصبحت متصالحة مع نفسي ولم أجعل المرض يؤثر على نفسيتي، وأصبحت قوية وأصبحت علاقتي مع الناس أكثر من ما مضى، وأصبحت اجتماعية أكثر من قبل، كما أصبح لدي خبرة عن هذا المرض ولله الحمد.

في 2009 زرت الطبيب النفسي لأول مرة، وبعد مرحلة طويلة من العلاجات والإقلاع عنها، والعودة إليها مجددا ها أنا أكتب عن تجربتي بكل شجاعة. أصابتني النوبة الأولى في عام 2009 والنوبة الثانية في عام 2010 والنوبة الثالثة في 2020 والنوبة الرابعة في 2021 وقد لازمني المرض واستجمعت قواي وانتظمت على الدواء، وأصبحت حالتي مستقرة نوعا ما، وكنت أذهب إلى الطبيب وأنا سعيدة، الذهاب إلى الطبيب النفسي ليس عيبا.

ما زلت مصابة بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ولكني انتظم على علاجي، وأعاني من الاكتئاب والهوس معا،  أصاب أحيانا باكتئاب شديد أو خفيف أو هوس خفيف أو شديد  والهوس يعني الفرح، وعندما يكون الهوس شديد يصبح لدي نشاط زائد ونشوة وشعور بالسعادة والإكثار من الشراء ودفع المال من غير شعور والكلام المتداخل مع بعض وكثرة الكلام غير المنطقي، والاكتئاب يتمثل في الحزن والبكاء والخوف والخوف من المستقبل والعزلة والقلق.

هناك العديد من المصابين بهذا المرض الذي أحمله (الاضطراب الوجداني ثنائي القطب) من أشخاص عاديين ومشاهير ومنهم: بريان دوجلاس ويلسون، كاثرين زيتا جونز، ديمي لوفاتو، فرانك سيناترا، جان كلود فان دام، السر ونسون تشرشل، فنسنت فان جوخ، فرجينيا وولف، فلورنس نايتنجيل،  ارنست همنجواي، مارجو همنغواي، باز الدرين، جين بولي.  ووفقا لموقع "أور ورلد إن داتا" عانى حوالي 46 مليون شخص في 2017 من اضطراب ثنائي القطب.  ووفقا لتقرير صحفي منشور عام 2018 في صحيفة الوطن السعودية فإن عدد المصابين به في السعودية ما يقارب 230 ألف شخص.

هذا الاضطراب يتحكم بنا ولسنا نحن من يتحكم به، ويؤثر على العلاقات بين الناس، ويؤثر في الدراسة والعمل وقد يؤثر على  الحالة المادية والأسرة والحالة الاجتماعية، ويجعل المصاب به يقوم بأمور لا يفعلها وهو غير مصاب به... نحاول نحن المصابين بهذا الاضطراب أن نتعايش معه وأن ينتظم على العلاج لكي نعيش حياة مستقرة، وليس أخذ العلاج عيب فالعلاج يحسن من مزاجنا وحالتنا النفسية.

"ما أصاب المؤمن  من هم ولا غم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله من خطاياه" هكذا قال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم، فكل ما يصيبنا من أمراض نؤجر به،  ولكن هناك من يجهل الأمراض النفسية ويعتقد أنها سحر أو عين أو بسبب قلة التعلق بالله، وهذه نظرة خاطئة، ومن هذا المنطلق أجد أن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية قرار جيد لتوعية الناس بهذه الأمراض.

في الختام أذكر أن الأمراض النفسية مثل أي مرض أخر،  وأقول أن زيارة الطبيب النفسي ليست خطأ ولا عيب، ويجب أن تتغير النظرة للمصابين بأمراض نفسية وأن يصبح هناك وعي أكبر.