الأخلاق والوظيفة
إن اخلاقيات الوظيفة العامة من وجهة نظر إسلامية، هي عبارة عن مجموعة من المبادئ والأخلاق والقواعد النابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي تشكل معيارا للسلوك الفردي أو الاجتماعي، بما تمليه متطلبات كل وظيفة من شروط أخلاقية لا تتعارض مع هذه القواعد والمعايير، حيث أن الإسلام كمنهج يبيّن ضرورة تمسك الموظف والتزامه بجملة من الأخلاقيات الوظيفية، ويوضح مدى ارتباطها بتأدية الواجبات الوظيفية والإجادة في العمل والإخلاص، وهي من الأمور التي حث عليها الإسلام.
حيث حددت شروط التعيين على الوظيفة، في نظام الخدمة المدنية ونظام خدمة الأفراد العسكريين والضباط: «أن يكون المعيَّن حسن السيرة والأخلاق...وغير محكوم عليه بحد شرعي أو سجن في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة».
وهذا يعني أن من الشروط المهمة في تولي الوظائف العامة، شرط أن يكون حسن السيرة والأخلاق وعدم حصول المتقدم للوظيفة على حكم في جريمة مخلة بالشرف والآداب.
والجريمة المخلة بالشرف يقصد بها: الجرائم التي تتنافى بطبيعتها مع الأخلاق والأديان؛ ولذلك وضعها المنظم في معظم النظم الجنائية في درجة الجرائم الكبرى وهي الجنايات.
ولهذا فإن معرفة مثل هذا الشرط المهم، خاصة للطلاب المقبلين على سوق العمل، يمثل نقطة مهمة في ضبط النفس واتزان الشخصية، وألاّ تأخذ الطالب انفعالات وقتية أو نزوة شيطانية تقضي على مستقبله في لحظة غفلة وسهو، خاصة أننا في عصر يبحث عن الجودة والتميز أكثر من البحث عن الشهادات. وعلى الطالب أن يتمثل الحكمة القائلة: إن ندمت على السكوت مرة، فقد ندمت على الكلام ألف مرة.