التدريب أم الترغيب؟
من الملاحظ في بيئات الأعمال المختلفة، تسابق المديرون والرؤساء بمختلف درجاتهم نحو اقتناص كافة الفرص المتاحة من منظماتهم؛ لتدريب مرؤوسيهم وتطوير مستوى أدائهم عند اكتشاف أي نقاط ضعف أو جوانب سلبية في ذلك الأداء، أو عند ملاحظة مستويات أداء مقبولة يرونها قابلة للتطوير والتميز.
فالمعادلة المشهورة والمعروفة للمتخصصين في مجال السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية أن:
(مستوى الأداء = الرغبة في العمل × القدرة على العمل)
وحسب المعادلة أعلاه فإن انعدام الرغبة في العمل (إذا كانت تساوي صفرا) يعنـي أن مستوى الأداء سيساوي (صفر) حتـى إذا كان عنصر القدرة على العمل بنسبة(100%) أي بغض النظر عن ارتفاع مستوى قدرات الموظف على العمل.
إذاً؛ فإن المحك الرئيسي الواجب التركيـز عليه عند ترشيح العاملين لبـرامج تدريبية؛ هو دراسة الأسباب الحقيقية التـي أدت لتدني مستوى الأداء، هل هي بسبب عدم الرغبة؟ أم عدم القدرة؟ فالإجابة توفر على المنظمات إنفاق مبالغ طائلة على تلك البرامج التدريبية والتأهيلية، فضلاً عن إهدار الوقت والجهد في حالة، أن تدني مستوى أداء الموظف نتج عن عدم رغبته في العمل أو التطور.
والسؤال المطروح الآن: هل يقف المديرون مكتوفي الأيدي أمام تدني مستويات الرغبة في العمل أو تحسين مستوى الأداء؟؟ الإجابة (لا)، حيث أن الدور الأكبـر هنا يرجع للرؤساء، فترغيب الموظف في العمل يبدأ من لحظة تعيينه في المنظمة وذلك بتوعيته بوظيفته ودورها وأهميتها وتأثيرها الكبيـر على سير العمل وزيادة الإنتاج ومزاياها وفرص التقدم والتطور المتاحة لتلك الوظيفة، وتلبية احتياجاته والمساعدة في تحقيق طموحاته في حدود اللوائح والنظم، والإجابة على استفساراته وتساؤلاته، والإشادة بدوره وإنجازاته الكبيـرة والرقابة عليه وملاحظة مستويات أدائه من خلال الرقابة غيـر المباشرة بقدر الإمكان، مع توفير التحفيـز المادي والمعنوي الذي يتناسب مع مستوى الأداء.
كل ما تقدم يجب أن يتم في إطار من العدالة والمساواة بين العاملين، حيث إن توافر العوامل المذكورة بالفقرة السابقة، لن تجدي إذا كانت موجهة لموظف دون آخر، أو فئة دون أخرى.
وأخيـرا: فإن مسؤولية رفع مستويات الرغبة في العمل هي من المسؤوليات الكبيـرة التـي قد لا يوليها الكثيـر من الرؤساء اهتماما أو بالاً، مما قد يحرم منظماتهم من الموظفين ذوي القدرات العالية الذين تنخفض لديهم مستويات الرغبة؛ نتيجة لبعض الظواهر السلبية في بيئة العمل فيضطرون للبحث عن فرص أو منظمات أخرى؛ للعمل فيها أو تحقيق مستوى أداء ضعيف في حالة عدم توافر تلك الفرص.