الحاجة إلى تخصص علم النفس

تاريخ التعديل
5 سنوات 7 أشهر

تلهمني كثيرا سيرة النبي صل الله عليه وسلم، ففي فتح مكة عندما قال «من دخل دار أبي سيفان فهو آمن» فهو ذكاء منه ومعرفته بتوجه أبي سفيان وحبه للسؤاد في مجتمعه.. هذه الحادثة تقودني إلى طرح تساؤل كبير وهو: هل يفهم القادة الإداريين نفسيات وطباع من يعملون معهم وبالتالي توجيه كل شخص ووضعه في المكان المناسب مما يزيد ويحقق إنتاجية غير متوقعة تفوق الانتاجية التي تأتي بالترهيب وغيرها.
نعيش في هذه السنوات تطور كبير ومسبوق ولم يكن متوقع مصحوب بإرادة سياسية قوية في تغيير العديد من العادات والأعراف في مجتمعنا، في هذا الوقت بالذات تأتي الحاجة إلى إعادة التفكير في انشاء أقسام علم النفس في الجامعة والذي يهتم في أصل دراساته بمعالجة السلوك الإنساني وفهمه، ومحاولة إحداث التغيير والتعديل المطلوب على هذا السلوك؛ من خلال  معالجة الظواهر المراد فهمها ودراستها، بالإضافة إلى الكشف عن الأسباب الكامنة وراء حدوثها.
ومجتمعنا بطيعة تركيبه المعقدة نوعا ما والمحافظة مر بالعديد من الأزمات الفكرية والتيارات وبالعديد من التغيرات السياسية والاقتصادية وفي مختلف مجالات الحياة، وبالتالي هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على طريقة حياة الفرد في هذا المجتمع ومعيشته وفهمه لما يتطلب منه .
وفي ميادين علم النفس المختلفة تأتي العديد من الانماط التي وبكل أسف غيبت جامعتنا الاهتمام بها وبمناقشة هذه المشكلات وإيجاد طرق الحلول في مختلف إشكالاتها ومن أهم هذه الميادين: علم النفس الاجتماعي وعلم نفس الشواذ وعلم النفس التربوي. وهذه الميادين الثلاثة كثرت المشكلات في أوساط الشباب خاصة منها وكان هناك حالة من التيه بين دور المؤسسات التعليمية في حل هذه المشكلات بمختلف فروعها وأنواعها.
والإنسان هو اللبنة الأولى في عملية التطوير والتغير وإذا لم توجد لهذا الانسان الراحة الفكرية والنفسية والمجتمعية وتفكيك المشكلات التي يعاني منها فلن تنجح أي خطة لأنها تفتقد للعنصر الأول وهو الإنسان.
وهذه دعوة إلى كل مؤسسة تعليمية سواء كانت جامعة أم مدرسة في الاهتمام بتخصص علم النفس وفتح مجالاته للباحثين والدراسين والراغبين في فهم الإنسان وإيجاد حل لكل المشكلات التي يعاني وعانى منها ووضع التسهيلات اللازمة أمام من يرغب في الاستزادة بهذا العلم.