الصحافة الإلكترونية العربية
بعد مرور أسبوع في العمل على اختبار بحثي يعتمد على التحليل والتدقيق والمقارنة بين العديد من الصحف الإلكترونية العربية، فإنه من الواضح جدا الحالة السيئة وقلة الاحترافية في هذه الصحف، وخصوصا الصحف السعودية، والتي يغلب عليها طابع الصحافة الورقية عدا أنه يمكن تصفحها من خلال شاشة، وذلك يهدر تكاليف الإنتاج المدفوعة على النسختين المتطابقتين و لا أرى لهذا التكرار فائدة.
فمن الواضح أن قراء الصحافة الورقية يتناقصون، في الوقت ذاته لا نجد المتطلبات الكافية في الصحافة الإلكترونية، فلو أن مصاريف الانتاج الموزعة على النسختين تتضافر في نسخة واحدة إلكترونية مواكبةً للثورة الاتصالية التكنولوجية فتصل هذه الصحيفة للاحترافية العالية وتلبي احتياجات الجمهور .
ومن أسباب ضعف الصحف العربية أيضاً ما أسميهم بمنتحلي المهنة ممن يمارسون العمل الإعلامي من غير علم به فقد سبق العلم العمل دائما فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
وعملية ترقية المحررين التقليديين لمحررين إلكترونين تقلل كفاءة المخرجات الصحفية الإلكترونية، إذ أن التعامل مع الخبر الإلكتروني يختلف عن نظيرة التقليدي، فالإيجاز مطلب وشد الانتباه بقوة المحتوى وإرفاق ما يتناسب معه من عناصر الوسائط المتعددة أصبح واجباً بسبب كل الملهيات التي قد تنتشل القارئ من صلب الموضوع، ودون رجعة. كما أن الأدوات التحريرية تختلف ايضاً، فالترقية دون الاهتمام بالتدريب والتطوير لهؤلاء العاملين يعتبر من الإجحاف للمادة الصحفية .
وحضور الصحافة العربية على الإنترنت لا يتناسب مع النمو الهائل للمطبوعات الإلكترونية العالمية بالرغم من أننا قد نكون أكثر الشعوب استخداماً للإنترنت ومواقعه الإلكترونية، مما يوجب الاهتمام بالصحافة فيه بشكل أكبر.