العمر ليس مجرد رقم!
أحمل في داخلي هاجس دائم فيما يتعلق بالعمر؛ أخشى أن يزداد عمري دون ازدياد رصيد إنجازاتي، غيرَ أني لا أؤمن بمقولة «العُمر مجرد رقم»؛ فليس كذلك وربي فالعمر هو جهد السنين، أحلام الغد، إنجازات اليوم وطموح لطالما سعينا إليه؛ العمر فاتورة باهظة الثمن ندفعها من أوقاتنا وأجسادنا وربما من ممتلكاتنا.
ذات مره جلست إلى امرأة قاربت السبعين من عمرها، فارقها أبنائها كلٌ إلى عشه الصغير؛ شكت لي بمرارة عن عمرها الضائع دون تعلمها الكتابة والقراءة؛ ولو انها تعلمت لقتلت وحدتها بحفظ القرآن أو قراءة كتاب، فهل عمر العجوز مجرد رقم؟
أكاد أجزم أن من أخرج تلك المقولة كان يحمل نفس هاجسي المذكور آنفًا وأراد بها تخفيف ذلك الحمل فشيع المقولةً وصدقها وصدقناها معه.
وأن كانت المقولة تدفعكم لفعل ما سبقكم به الزمن أو ما فاتكم فلا حرج واحسنتم وأما إن كانت تدفعكم للتأجيل المستمر لما هو وقته وزمانه بحجة أن هناك متسع من الوقت والعمر مجرد رقم فليس من الذكاء أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.