القدس لنا
بيت المقدس، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم زهرة المدائن، مدينة السلام تبقى عظيمه وقويه رغم الألم، تبقى حرة أبيه مهما حدث فمهما خط أعداء الأمة ومكروا؛ فان الله خير الماكرين وسيمهلهم ولكنه جل في علاه لن يهملهم، فقد كانت أول قبلة للمسلمين اختصهم بها الله، فأسرى بنبيه إليها في ليلة واحدة «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)» (الإسراء).
لا تحزني يا قدس، إن الله معك فقد باركك وجعلك مكانا مباركا، كوني صابرة شامخة قوية، كما أرادك الله كوني صامدة؛ فالأرض أرضك مهما يفعلون ويقولون.
القدس عاصمة فلسطين، القدس نور العيون، فكم قد أدمعت عيون شعبها واستشهدوا لأجلها، اطفالا ونساء ورجالا؛ ليحاربوا العدو الصهيوني، وإن واجههم بالأسلحة حاربوهم بالحجارة، لم يضعفوا ولم يتراجعوا، دافعو عنها ولم يتخلوا عنها؛ لذلك يجب علينا أن نقف وندافع ونناصر قضيتهم؛ فـالقدس قدسنا ومسرى نبينا.
القدس ليست قضية فلسطين فقط وانما قضية العالم الإسلامي أجمع، فلندافع عنها من باب الواجب الديني والوطني علينا كمسلمين، وفلسطينيين؛ والرئيس الأمريكي خالف كل الشرائع والمعاهدات ووعدهم بالقدس عاصمة أبدية، والله قد وعدنا بأنها ستعود للمسلمين ووعد الله حق، فلن يغير قراره أي شيء ولن يغير الحقيقة.
فـالقدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى، ستنتصر وعهد الظالم سيزول، وكما قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله «لا تخافوا منهم فإن أجدادنا ما فتحوا الشرق والغرب، ولا ملكوا ثلثي العالم المتمدن في ثلثي قرن، ما انتصروا إلا بالإيمان بالله، الإيمان بالظفر، الإيمان بأن الحق معهم».. فالقدس لنا.