تحدي

تاريخ التعديل
5 سنوات 3 أشهر

طأطأت رأسها واحمرّت وجنتيها خجلاً من وقوفي لها وترحيبي بها بودّ وحميمية، وتقديمها لزميلاتي في المكتب بـ «الإعلامية أحلام» وهي لا تزال طالبة في السنة الأولى بقسم الإعلام والاتصال.
سلمتني ملف واجباتها في كورس اللغة الإنجليزية المكثف الذي أدرسها فيه. سألتها عن سير دراستها وتخصصها، وتعمدت أن أسألها باللغة الإنجليزية لأتفاجأ بإجابتها بلغة انجليزية متطورة بشكل كبير. 
أخبرتني وعلى وجهها ابتسامة الثقة والانتصار أنها من المتفوقات على الدفعة، وأنها أصبحت عضوة تحرير في احدى الصحف.
سعدت كثيرا وتذكرت أول حديث معها وزميلاتها في بداية العام عندما سألتهن عن أهدافهن وطموحاتهن وأخبرتني أن أهلها وأقاربها وزميلاتها اعترضن على اختيارها تخصصا صعبا وغامض المستقبل، وكذلك تخوفها من اللغة الإنجليزية؛ لانعدام خلفيتها اللغوية وافتقاد الجرأة والثقة والحواجز النفسية والاجتماعية.
وعندما رسمت لهن على لوحة السبورة سلم تاءات الإنجاز: (تركيز، تخطيط. تنظيم، تحدي، تنفيذ، تقييم، وتطوير) وأعطيتهن كلمات تحفيزية عن الثقة بالقرارات والإرادة والتحدي، طلبت من كل واحدة أن تكتب رسالة «تحدي» لنفسها وتضعها في مكان لتقرأها كل ما شعرت بفتور همة أو نفاذ صبر في تحقيق الحلم.
 كانت رسالة أحلام «أن أتكلم اللغة الإنجليزية بمهارة، بطلاقة، وأن أصبح إعلامية ناجحة نافعة لوطني وأمّتي» وها هي اليوم تعلن بداية انتصارها في رحلة التحدي والعزيمة لتحقيق الحلم. 
أحلام وأخريات مثلها ممن درستهن في تخصصات اللغات والطب والحاسب، أدركن أهمية الإصرار والتحدي في تحفيز النفس للوصول إلى الهدف، تماما كوقود المحرك الذي يدفع المركبة لتجاوز كل العقبات إلى محطة الوصول، فخططن وقررن وبدأن، تعثرن أكثر من مرة لكن لم يستسلمن بل تعلمن، قمن باستغلال كل الفرص وترويض أنفسهن على البذل والاجتهاد والاستمرار حتى وصلن إلى الحلم. 
طالبة أنت أو أستاذة، موظفة أو قائدة في منصب، كل منا له مقام وهدف في الحياة.
تحدي كل «لاء» في طريق آمالنا الدنيوية والأخروية، هو سر النجاح: نتحدى الظروف لتنتصر أهدافنا، نتحدى الفتن لينتصر إيماننا، نتحدى العوائق لتنتصر أحلامنا، نتحدى الأعداء لتنتصر أوطاننا. نعم! نتحدى؛ لنبقى ونصل، بإذن الله.