تقييم أداء العاملين
يشتكي الكثير من المرؤوسين في المؤسسات العامة والخاصة من نتائج تقييم أدائهم، والتي قد يرونها، في كثير من الأحيان، غير عادلة.
وقد تذمروا من نتائج التقييم، حيث يفقد عملية التقييم تحقيق الجدوى والفوائد المرجوة منها والتي ترمي للكشف عن نقاط الضعف لإصلاحها، وتدعيم نقاط القوة، فعدم اعتراف المرؤوسين بنقاط الضعف يؤدي لصعوبة علاجها، حيث تكون عبئا مزدوجا على الإدارة يتمثل في إقناع المرؤوسين بوجود نقاط ضعف يستوجب علاجها من جانب، ومشاركتهم في عمليات المعالجة من جانب أخر.
ولكن كيف يتحقق اقتناع المرؤوسين بنتائج التقييم المعلنة؟ وهو ما يتطلب تبني الرؤساء للمناهج العلمية في تقييم مستويات أداء العاملين بدلا من الاعتماد على التخمين، والاستنتاجات والمواقف الشخصية والخصائص الذاتية التي تُوقع الرؤساء في كثير من الأخطاء المقصودة وغير المقصودة، وهذا يحقق أهداف عملية التقييم للطرفين.
أولا: تحديد معايير الأداء: لا تتطابق المعايير في جميع المؤسسات، ولكن بغض النظر عن ذلك يجب أن تكون هذه المعايير واضحة للمرؤوسين وسهلة الاستخدام للرؤساء.
ثانيا: قياس مستوى الأداء الفعلي: فواجب الرئيس في هذه المرحلة هو قياس مستوى أداء الموظف بصورة علمية من خلال عمليات الملاحظة والمتابعة، خاصة فيما يتعلق بالمعايير غير الكمية والتي يكثر استخدامها في المؤسسات الخدمية، كما يمكنه الاستعانة بالإحصائيات والتقارير التي تساعد في قياس المعايير الكمية مع وجوب حيادتيه وتركيزه على مستوى الأداء وليس الموظف نفسه.
ثالثا: المقارنة بين المعايير الموضوعة ومستوى الأداء الفعلي، بشرط كفاءة الرئيس ففي المرحلتين السابقتين، تكشف الانحرافات الإيجابية والسلبية الفعلية في مستوى الأداء، مع مراعاة الظروف الأخرى المؤثرة سلبا على مستوى الأداء الفعلي مثل نقص المواد أو المعدات وغيرها من الوسائل الضرورية لأداء العمل.
رابعا: مقابلة التقييم-المناقشة: مناقشة الموظف في نتائج تقييم أدائه تساعده على اكتشاف جوانب ضعفه المؤثرة سلباً على أدائه، وجوانب القوة التي يمكنه تطويرها، مع الحرص على أن يكون جو المناقشة وديا.
وبما أن عمليات التقييم في كثير من الأحيان تتعلق بجوانب نفسية لدى كل من المرؤوسين والرؤساء، فنادرا ما نجد أن من تم منحهم تقييما مرتفعا جدا، بالرغم من أنهم ليسوا كذلك، يعترفون بعدم أحقيتهم في ذلك، ومن يمنحون تقييما منخفضا، بالرغم من أنهم كذلك، يعترفون بنقاط ضعفهم، لذلك على (الرئيس والمرؤوس) محاولة التقيد بالمبادئ الأساسية في عمليات التقييم، فالتقييم الذاتي يوفر على الطرفين، عدم الوقوع في الأخطاء والأزمات النفسية الناتجة عن مفاجآت نتائج تقييم الأداء.