حياتنا أشبه برحلة جوية
حياتنا أشبه برحلة جوية. قد تكون تلك الرحلة مغادرة من مدينة ساحلية، مرورا بهضاب مرتفعة نسبيا, فصحاري قاحلة جدباء, فجبال شاهقة الارتفاع, فقطب متجمد فخط استواء.
يختلف الترتيب وتحط رحلاتنا على بعض المناطق وعند الهبوط قد يعجبنا المكان فنتمنى لو بقينا فيه لمدة أطول، أو يزعجنا فنرغب بمغادرته سريعا.
وبين الشعورين، ووفقا لطبيعتنا الآدمية، نتصرف بناء على رغبتنا حينها؛ إما بمد النفوذ والانتشار وغرس الجذور وربما نبطش حد الاحتلال، وإما بقطع العلاقات والتقوقع والانكماش وربما نسرف حد الحرب وكآدميين ننسى أنها رحلة من الأساس منتهية المدى حتماً مهما طالت نخرج منها لمنطقة معلومة الملامح قابلة للتجهيز من قبلنا.
ولكننا لا نستعد، نغرق في ملذات رحلتنا تلك نبالغ في أحاسيسنا في كلا الاتجاهين، فالوقت الذي نستعد فيه للفرح هو ضعف الوقت الذي نقضيه فعلاً في أدنى تقدير، والزمن الذي نحزن فيه نحيي على أعقابه دهورا بائسة من التذكر والحسرة والندم.
وما زلت لا أعلم لماذا كل هذا التبذير برصيد عمرنا القصير المجهول، رغم أننا نعلم أنه ثمين ومحسوب ولا يعود أبدا.