خريجة بمرتبة الشرف الأولى
ها أنا اليوم قد وصلت لآخر المشوار سريعا، بالأمس كنت أحتار أي الطرق سأختار، واليوم أجدني قد أنهيت المشوار.
أنهيته وأنا لازلت أطمح، ولازالت هناك أمنيات في قلبي متعلقة، والكثير من الأحلام التي كانت ولازالت تراودني. لازلت طالبة تحاول أن تتعدى سقف توقعاتها، تحاول أن تبقى متماسكة لآخر لحظة في سبيل بناء حلمها المستقبلي.
أنا طالبة لغة إنجليزية؛ دخلت الجامعة ولم تكن لدي أي خلفية عن هذا التخصص، فقد كنت أدخل محاضراتي فقط لاستمع للنقاش حول الدرس وأحاول أن أنمي مهارة الاستماع بدون أن أتحدث اللغة.
وبفضل الله، بعد السنة الأولى استطعت أن أتحدث ولو القليل؛ ليكون هناك تواصل جيد مع أستاذاتي اللاتي لا يتحدثن العربية.
عندما دخلت السنة الثالثة، واجهت صعوبة كبيرة؛ لأني لا أحب الحفظ، وكانت أغلب موادي تعتمد على الحفظ، فأصبحت أعطي وقتا كبيرا لمطالعة هذه المواد، محاولة الإلمام التام بها، فليس هناك أمر يصعب على الإنسان المجتهد. فلكل مجتهد نصيب.
في نهاية مشواري اعتقد أنني أستطيع أن أفهم كل من يتحدث باللغة الإنجليزية، وأستطيع أن أكتب وأقرأ جيدا، ولكن أحتاج ألاّ أقف عند هذا المستوى، فاللغة كالبحر لا آخر له، فيجب أن أطور أكثر من مهارة للتحدث والتخاطب مع الآخرين.
اعتقد أن تعلم اللغات يعكس على الطالب إيجابية كبيرة من حيث الاطلاع على ثقافات العالم الآخر، وطريقة التفكير لديهم.
كما أن تعلُّم لغة أجنبية جديدة يتيح القدرة على السفر والعمل في تلك الدول وزيادة فرص الحصول على العمل، كما تعمل على تنشيط المخ، وتحسين مهارات العقل، وتخفيف الاضطرابات العصبية، واتباع طرق جديدة في التفكير المنطقي وزيادة ثقافة الفرد، وبالتالي زيادة احترامه للناس ولنفسه، كما أن تعلم اللغات يسهم في زيادة القدرات الإبداعية للفرد، من خلال زيادة قدرته على استيعاب خبرات وطاقات الآخرين.
في النهاية، هذا التخصص لم يكن حلمي، فقد كنت أطمح للطب، ولكن نحمد الله أن كتب لنا الخير وأرضانا به.
فأنا الآن خريجة لغة إنجليزية مع مرتبة الشرف الأولى، وهذا فخر كبير، فلم يأت ذلك إلا بجد واجتهاد وتعب ودعم معنوي من والدي العزيزين؛ فهما السر الأول للنجاح والتفوق، وصديقاتي العزيزات، أشكرهم من كل قلبي وأشكر أستاذاتي الفاضلات على كل ما قدمن في سبيل تعليمنا. والحمد لله من قبل ومن بعد.