خلفاء الأرض
«إني جاعل في الأرض خليفة» هكذا كانت بداية الخلق، إذا نحن هنا خلفاء في الأرض ليس إلا، فهل تبصرت يوما في إنك خليفة الله في أرضه؟
كم هو حسن أن أكون خليفة الله، عظيمة هذه المهمة التي أوكلت لنا، لكن الأهم من هذا هل تعلم ماذا يعني خليفة؟ أو هل تعلم بما أنت مستخلف فيه؟
بالنسبة لي اعتبر نصف إنجاز هذه المهمة، أو أن يكون خلقك لتكون زيادة على هذه المعمورة، لذلك لا بد أن تعتبر الأمر أمانةُ تحملها على عاتقك وستسلم هذه الأمانة وقت انقضاء أجلك وانتهاء رحلتك القصيرة في هذه الدنيا، نعم إن الله لم يخلقك في هذه الدنيا؛ لتعيش على هذه البسيطة بلا هدف.
فالله استخلفك؛ لكي تعمر هذه الأرض؛ ولتكون عونا للآخرين وتتقاسم معهم أساليب العيش، استخلفك الله في أرضه، فيجب أن تكون أمينا على ما استخلفك عليه بالمحافظة على ما حولك وحفظ الأمانة التي منحك الله إياها حتى تنعم وينعم غيرك بهذه الأرض.
والمتأمل للآية يلمس عظمة الإنسان وبأنه أعظم مخلوقات الله، فارتضى سبحانه بأن يخلفه في أرضه؛ لأنه يستطيع بعقله الذي فضله الله به أن يكون خير خليفة لله سبحانه وتعالى، فلا تكن مفسدا فيها سفاكا للدماء المعصومة، فتعصي الله وتخون أمانته؛ لذلك لا بد أن تسعى لأن تكون خير من استخلفه الله.