دورة حياتية
لسنا مجبرين على انتقاء كلماتنا لكننا مسؤولين عنها من السهل أن نتكلم بكل شيء، نعبر عن شعورنا دون أدنى جهد أو تفكير، نتكلم بعفوية مطلقة منبعها ذلك الاحساس النابع من داخلنا هذا كله من جهتنا نحن لكن في المقابل هناك صدى سيردنا حتما فتعبيرنا هو فعل، ولكل فعل ردة فعل فحين نخطى نسأل: هل نحن آسفون على ما حدث؟!
ونجيب على أنفسنا بلا، فهل يحق لنا أن ننتظر الأجمل في الغد بعد هذه الإجابة؟
فهل من العدل ألا نحتمل أي ردة فعل إزاء نفينا ذلك؟! لأننا اعتبرناه مجرد تعبير حقيقي عما نشعر به! وأننا لن نتنازل عن ذلك الحق أبداً بعد اليوم! ونعود لنتسأل هل العالم المحيط بنا لا يملك نفس الحق في أن يتبنى هذا المبدأ هو الآخر؟!
فاذا كانت الإجابة بالنفي فهذه مصيبة وإن كانت الإجابة بنعم فالمصيبة أعظم، فما أود الوصول إليه هو أن هناك فرق شاسع بين التعبير كحق شخصي وبين التعبير المنتهك لحقوق الآخرين وهذا هو ما نصل اليه حينما لا ننتقي كلماتنا ولا نحسن اختيار مفرداتنا أو مواضيعنا.
فمجرد أنه يحق لنا التعبير فالمتلقي سيخضعنا لنفس الشيء ويجب علينا هنا أن نتقبل لأننا مسؤولين عن ذلك النهج الذي اتخذناه وبادرنا به وتكلمنا من خلاله.
فكلمة واحدة قد تُشعرنا بتحسن حين ننطقها باستطاعتنا أن نرسم ألف بسمة بمجرد كلمة واحدة قد لا تشفينا كل الشفاء لمجرد قولها، لكنها قد تشفي غيرنا فنشفى على أيديهم، لأن الحياة دورة حياتية مثلها مثل كل دورات الطبيعة الحيوية الموجودة بداخلها تبتدئ من النقطة التي تنتهي عندها وهكذا.
وأول تلك الدورات هي دورات المشاعر التي تكون عن طريق لغة التحدث والأحرف.
فمن الجميل أن نرى أبعد من خلجاتنا لنرى خلجات تجعل نبضنا أسعد وصدورنا أرحب ومسؤولياتنا تجاه تلك الإنتقاءات أعمق وأهم وأكثر فعالية.