رسالة من الله
بقرار ملكي، تعم السعادة أرجاء البلاد حين ترى العدل يبدأ من الأعلى وترى حديث النبي صلى الله عليه وسلم «ولو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» أمام عينيك في زمان عمت فيه الفوضى حتى رأينا القرار كالكوكب المضيء القادم إلى أرضنا ليملأها عدلا وبذلا وحزما وارتقاء وإنجازا ونصرا.
وخلال تلك الاحتفالات، يأتي الأمر الرباني الذي لا حول لنا ولا قوة إلا بالإيمان به، فتسقط طائرة تحمل على متنها أمل منطقتنا «عسير» وروحها الشابة التي كانت ترسم مستقبل شبابها، وتنعش اقتصادها، وتنغمس في قلوب أهلها بتلك الابتسامة المتواضعة، والأذن الصاغية لآلام ساكنيها، والعمل الدؤوب الذي أقسم عليه فصدق.
في ليلة أسهرت عيوننا.. ليلة ترقبت لعل الخبر يكون كاذبا أو أن من على متنها نجوا من الحادث، ولكن نبقى بالإيمان نعيش، فلقد قال تعالى «فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون».
شاع الخبر في وسائل الإعلام وصدمت المنطقة بفقد العديد من قادتها المخلصة.
رحم الله أميرنا الشاب منصور بن مقرن ومن رافقه، فلقد كانوا من خلال جولتهم يريدون الإصلاح في الأرض، وهو ما يزرع الأمل في قلوبنا بأنهم شهداء بإذن الله.
تدمع عيون المحبين لوطنهم وتختلط المشاعر كيف يكون للوطن مثل هؤلاء المخلصين الذين تذهب أرواحهم في خدمة أوطانهم تشيّد وتتابع مصالح البلاد والعباد!
في المقابل، هناك من يسرق وطنه ويهدر خيراته ومقدراته في الوقت نفسه.. اليد البانية أكرمها الله بمحبة الناس ودعائهم، واليد السارقة سخط الله فيهم خلقة بالدعاء عليهم، وعلى كل من يسعى في الأرض بالفساد ويحاول سرقة هذا الوطن.
لله في خلقه شؤون. نرى الله يوجد الأسباب فتحدث الحادثتان في يومين متتاليين، رسالة من الله مفادها «لكل حياة نهاية فلتكن أنت من يختارها».