ضعف الثقافة المرورية
يقود أفراد المجتمع مركباتهم في طرق مختلفة، في مساحاتها وانعطافاتها وصعودها وهبوطها عن مستوى الأرض. وفي ظل هذه التغيرات تجد أن هناك تنوعا في ثقافة قائدي المركبات، ليس بين أفراد المجتمع أنفسهم فحسب؛ بل حتى الشخص ذاته تجده متغير الثقافة أثناء السير، تارة تراه قائدا مثاليا، وتارة تراه يتحرك في الطريق بسرعة فائقة وبتصرف عجيب ومغامرة ومجازفة، تكاد تنتزع الروح من جسدها.
وهذه السمات السالبة نلاحظها لدى الذين يعتمدون على التخطيط العشوائي في حياتهم اليومية. فلا يوجد لديهم الاعتناء بالوقت ودراسة المسافات وحالة الطوارئ أثناء القيادة.
كما نلاحظها لدى الذين يعتريهم الكبرياء، فلا يرون الناس أمامهم شيئا، كما أنها تحدث مع أناس يرون أن الحياه تعيسة ولا تستحق التأني، وبذل سبل السلامة أثناء قيادة المركبة.
هذا جانب؛ أما الجانب الثاني فهو ثقافة التوعية والإرشادات في الطرق العامة والرئيسية، حيث يستلزم أن يكون هناك العديد من اللوحات الإرشادية مثل تحديد مستوى السرعة في كل طريق، ومن مسافة إلى أخرى، والتغيرات الطارئة على الطرق ومناطق العمل والمطبات التي يغيب فيها أمران أساسيان؛ هما: مقاييس ومواصفات المطبات، والإرشادات الدالة عليها قبل وأثناء الوصول إليها.
فالبرامج الثقافية في وسائل الإعلام المرئي، والصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي ضعيفة جدا. فكم من الحوادث كانت نتائجها كارثية، من النواحي المادية والمعنوية؛ بل زهقت فيها أرواح، بسبب ضعف الثقافة والتوعية المرورية.
حتى نشيع في الطرق السلامة المرورية؛ فإن الأمر يتطلب من الجميع الحرص والمثابرة في استلهام ثقافة السلامة المرورية في الطريق، والمركبة من الألف إلى الياء، وبذل المال والجهد في سبيل وصول هذه الثقافة إلى الجميع دون استثناء.