كوب قهوة
أرفع رأسي من على وسادة اختفت نصف ملامحي فيها، وأزيل لحافاً حماني من قسوة الشتاء وأعادني رضيعة، مثل كوب حليب غُمِرَتْ فيه قطعة بسكويت، تاركة ورائي سريرا احتواني بعد أن حفظني الله وأحياني من جديد.
ها أنا استيقظ بعد يوم مضى، نسيت فيه ما جرى، استعد للذهاب للجامعة وكُلي طموح وأمل بغد مشرق. تسألني صديقاتي ما سر ابتسامتك؟
ابتسامة! أتذكر أنني بدأت يومي بلقاء ربي ومقابلة أمي على مائدة الإفطار والضحك مع اخوتي ثم وداع أبي لي عند باب الجامعة.
وبالرغم من شدة جمال الأمور التي حدثت معي؛ إلا أنني أقول لهم: ارتشفت كوب قهوة فقط.
كلما كان داخلك جميلا، كلما أصبح خارجك أجمل، فجمالك الحقيقي يبدأ من الداخل، بصفاء قلب ونقاء روح، ينعكسان على ملامحك.
هكذا هي الابتسامة تنعكس على شخصياتنا وتكون عنوانا ليومنا الذي نعيشه، ترافقنا مع كل خطوة؛ فتفتح لنا آفاقا جديدة. فالابتسامة تحقق كل أمانيك وتبرزك داخل مجتمعك الصغير. الابتسامة بسحرها الجميل يجب أن نزرعها في جوانب حياتنا، ونجعلها لنا عنواناً نعود إليه، نعلمها ونتعلمها لنعيش ويعيش غيرنا، فالابتسامة أدب مع الله ومع خلقه، فقد قال خير البشر محمدا صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه اخيك صدقة».