يتجاوزون على حق الله
أتعجب من بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يعطون أنفسهم صلاحيات هي لله وحده، فيحددون الثواب و العقاب والجنة و النار على كل من يمر أمامهم في التايم لاين، وكأنهم وحدهم الملائكة و بقية العالم شياطين.
قد أعزو ذلك لدخول البعض بأسماء وصور وهمية؛ إلا أن هناك من يستخدم هويته الحقيقية بلا كلل أو ملل ذهابا و إيابا متجولا بين ما ينشره بين الناس والمشاهير خاصة؛ لِيُجَرِمُهم، وقد يكون ذلك ايضا من عوامل الفراغ والملل.
ولكن الأكثر ازعاجا للنفس هو عندما يردون على معصية بكبيرة من كبائر الذنوب، فيذهبون لمن كشفت عن وجهها أو شعرها فيرمون عليها من المصطلحات ما لا يقال وتخجل النفس أحيانا من أن تقرأه، ويصنف قذفا في الاسلام, ثم يبررونه بأنه نهي عن المنكر! فكيف تنهى عن منكر بمنكر أعظم منه.
وعندما شهدنا الأسبوع الماضي وفاة المغني اليمني أبو بكر سالم رحمة الله عليه، ضج تويتر بالتعازي لهذا الفنان الذي أضاف الكثير للأغنية العربية و فنها الأصيل.
وظهرت فئة أخرى أيضا كان شغلها الشاغل، أن تعلن للناس بأن مصيره لنار جهنم، دون حسن ظن بالله، وفي ذلك سوء أدب مع الله خالقنا وبارئنا ومجازينا، فكيف يتطاولون على ما هو حق لله وحده، لا شريك له.
كما أن فيه عدم مراعاة لأهل المتوفي، الذين فقدوه ويحزنون عليه، وسيقرأون بكل تأكيد ما كتب عن حبيبهم الراحل.
كما أن لكل عبد جانبا لا يظهر للملأ، فهو بينه وبين ربه، قد يكون حسنا، وما بينه وبين الناس ظنوه سيئا، فيجازيه الله به حسنا، وقد يكون سيئا وما بينه وبين الناس حسنا فيجازيه الله سيئا.