الصحافة الاستقصائية
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة الروم بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون».
إن انتشار الفساد في أوساط المجتمعات مرده إلى تخلي الناس عن مبادئهم وقيمهم التي تحقق توازنها وتدفع بعجلة تقدمها وتطورها إلى الأمام. وتعتبر الصحافة الاستقصائية هي الوسيلة الأساسية التي تراقب عمليات التغيير والتعاملات الاجتماعية التي في بعض الأحيان قد ترافقها مظاهر للفساد.
لقد فقدت الصحافة الاستقصائية مطلع الأسبوع الماضي الصحفي السلوفاكي «يان كويساك» الذي أنجز تحقيقات أثارت الرأي العام وألَّبته لمكافحة الفساد في بلده وفي العديد من دول العالم, بحيث كان له الفضل في انبعاث القيم والمبادئ عبر العديد من الكتاب والمفكرين، خدمت هذه الأوطان وأسست لنجاحها ورقيها .
وفي هذا الإطار يحكى في التراث العربي أن رجلا في البصرة بأرض العراق دفن كلبا في مقابر المسلمين، فشكاه الناس إلى القاضي, فاستدعاه القاضي وسأله عن حقيقة ما نسب إليه فقال الرجل: نعم لقد أوصاني الكلب فنفذت وصيته.
فقال القاضي: ويحك أتستهزئ بنا؟
فقال الرجل: وقد أوصاني الكلب أيضا أن أعطي ألف دينار للقاضي.
فقال القاضي: رحم الله الكلب الفقيد.
فتعجب الناس كثيرا من هذا القاضي وكيف تغير موقفه من الكلب والرجل في الحال.
فقال لهم القاضي: لا تستعجبوا فقد تأملت في هذا الكلب الصالح فوجدته من نسل كلب أصحاب الكهف.
فهذه القصة تعكس حال الكثير من الناس في أيامنا هذه فقد تتغير مواقفهم ومبادئهم وفق المصالح والأهواء مما جعل الفساد ينخر في جسم مجتمعاتنا.
فلنكن متمسكين دائما بمبادئنا السمحة وقيمنا الأصيلة ونفتح المجال للصحافة الاستقصائية لتكون الأداة الضابطة لمجتمعاتنا من أجل التصدي للفساد .