ما بعد نهاية التاريخ... ؟!

أستاذ مشارك بقسم الإعلام والاتصال
تاريخ التعديل
سنتان 8 أشهر

هل عصر البيانات والمعلومات الذي نعيشه حاليا يشكل نهاية التاريخ على حد تعبير المفكر الأمريكي "فرانسيسكو فوكوياما" في كتابه الذي يحمل عنوان "نهاية التاريخ"  ؟ أم أنه محطة أخرى تمر بها البشرية في سلسلة تطوراتها على مر الأزمنة والحقب التاريخية وقد أدخلت العالم في مرحلة "ما بعد نهاية التاريخ" التي تسيطر عليها الآلة والتقنية وتهيمن على مجرياتها المعلومات والبيانات .
لقد أصبحت الآلة وبرامج  البيانات ( Data ) بكل خصائصها وأنواعها المختلفة في عصرنا الراهن سواء الضخمة منها (  (Big Data أو المصادر المفتوحة  (Open sources ) وتحليلاتها من خلال عمليات التنقيب (Data mining) تعتبر حجر الزاوية في التسيير والإدارة والتنظيم الإداري في جميع المؤسسات الحديثة في العصر الراهن بتعدد أشكالها ووظائفها لما لها من أهمية بالغة في صناعة القرار السليم والفعال بها وفي تحقيق خططها الاستراتيجية,  مما جعلها الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدول المتقدمة حاليا في بناء منظوماتها المعلوماتية في جميع منشآتها , كما صارت إدارتها تخصصا علميا في الجامعات ومراكز البحوث له قواعده وضوابطه المنهجية والتطبيقية الخاصة ويستقطب اهتمام الكثير من الأكاديميين والباحثين المتخصصين. 
فإدارة البيانات وتحليلها تؤثر بشكل مباشر وفعال على اتخاذ القرارات المناسبة في المؤسسات وخاصة أثناء الأزمات والمواقف المفاجئة التي تتعرض إليها, وأصبحت
أداة رئيسية في عمليات توجيه حركة البيع والشراء والاستثمار في الأسواق المرتبطة بمختلف المجالات الحيوية في العالم مثلما يشير إليه المفكر الامريكي "الفين توفلر" في كتابه الذي يحمل عنوان "السلطات الجيدة" والذي يؤكد فيه أن امتلاك السلطة والقوة في المجتمع والأسواق الدولية مرتبط بحيازة وانتاج المعلومة وتحليل بياناتها بكل أصنافها .
وعلى هذا الأساس فيجب على مؤسساتنا المختلفة  أن تعمل على إدراج البيانات وتطبيقاتها التحليلية والتنظيمية في منظوماتها الإدارية والتنفيذية لخططها الاستراتيجية وجعلها قاعدة يستند اليها صناع القرار في التسيير وحل المشكلات  حتى نؤسس لمبادئ جديدة في النشاط المؤسسي تحقق الجودة والسرعة في الإنجاز والفعالية في الأداء .