الخلافة الافتراضية!
«داعش».. هذا الاسم الذي بفضل من الله، يواجه هذه الأيام هزائم ميدانية نكراء يوما بعد يوم، نأمل أن تنتهي باجتثاثه من جذوره في القريب العاجل. يقول الخبراء عن هذا التنظيم إنه يحاول اليوم التعلق بقشة خوفا من الغرق.
هذه القشة الجديدة هي ما أسموه مجازا، بالخلافة الافتراضية، أي بمعنى إطلاق الدعايات والتحريض عبر الشبكة العنكبوتية لحث خلاياه النائمة على التحرك من جديد كالعادة لإحراق الأخضر واليابس، وتكفير كل ما هو ضد تفكيرهم ومعتقداتهم.
هذا التحرك الجديد، أبدى الخبراء مخاوفهم منه، لأن عملية تعقبه واجتثاثه من جذوره ستكون أصعب من العمل العسكري؛ فالحرب عبر الشبكة العنكبوتية حرب تدور رحاها في كل جزء من الثانية يوميا، وتتغير خلالها موازين القوى في كل لحظة، ويزداد الدعم ويقل بالمثل، ويتحول الموالون إلى أعداء، والعكس صحيح.
يقول وزير الداخلية الايطالي ماركو مينيتي، إن أكثر من ٨٠٪ من أنصار داعش تم استقطابهم عبر الانترنت، وإن التنظيم سيعيد الكرة الآن لتجنيد المئات بل الآلاف متى ما سنحت له الفرصة.
هذا التصريح يحتاج من جميع الدول إلى وقفة صادقة لمراقبة محتوى الإنترنت لديها، واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من تثبت له صلة ولو من بعيد بهذا التنظيم الذي لا يعترف بدين أو عرق أو مذهب.
نحن اليوم أحوج ما نكون للحرص والمتابعة لأي تحرك غريب عبر الشبكة، فكفة الحياة والأمل في مستقبل واعد، ستترجح في النهاية لا محالة.
ربما اختلفت موازين القوى في السابق، ولكنها اليوم أقرب للحق منها للباطل، فقد عرف بما لا يدع مجالا للشك من أين ينبع الفساد، ومن أين تتلقى المنظمات الإرهابية الدعم، وإنما علينا طمر هذا المستنقع وإلى الأبد.