العقل الشرير.. انحراف بلا حدود!

مساعد رئيس التحرير- المتابعة الإدارية
تاريخ التعديل
6 سنوات شهر واحد

أكثر من ١٣٧ مخالفة جنائية عبر الإنترنت، تنوعت ما بين عمليات اغتصاب أطفال ومراهقين، أو ابتزاز أشخاص بعد الإيقاع بهم عن طريق  طلب صور عارية لهم.
هذه حصيلة ما وجه من اتهامات من قبل الوكالة الوطنية البريطانية NCA للبريطاني ماثيو فالدر، الملقب بـالعقل الشرير.
فذلك «العقل الشرير» استخدم كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة؛ لتعذيب وإذلال ضحاياه من خلال تصويرهم في أوضاع غير أخلاقية، أو بنشر صور مسيئة لهم عبر الإنترنت، مما دفع بثلاثة منهم على الأقل لمحاولة الانتحار!
هي قصة «انحراف بلا حدود»، هكذا علق القاضي فيليب باركر على  القضية، واصفا ما أحدثه العقل الشرير، بالآثار التي دمرت نفوس ضحاياه!
أحد المحققين في القضية، قال إنه طوال عمله 30 عاما في الوكالة الوطنية للجريمة، لم ير أو يسمع بمثل هذه الانتهاكات المريعة!
الغريب في الأمر أن فالدر، عالم جيوفيزيائي من خريجي جامعة كامبريدج العريقة، وله أبحاث في جامعة بيرمنجهام، وهو ما قاد الجميع للمبادرة بالسؤال: ما الذي يدفع عالما لصنع كل هذا الشر، والتلذذ في تعذيب الضحايا؟
فظاعة الجرم القائم تستوجب الإعدام، وبما أن المادة الثانية من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي لا تعترف بحكم الإعدام، فقد قررت المحكمة، الحكم على العقل الشرير بالسجن ٣٢ عاما فقط!.. فما أعدل الشريعة الإسلامية!
في الآونة الأخيرة، كثرت الجرائم المعلوماتية، وجرائم التحرش، واستغلال القصّر، وكذلك ابتزاز البالغين عبر الشبكة العنكبوتية. فهل هي السرعة حتى في تنفيذ الجريمة، ما دفع لهذه الصور المقلوبة، أم أن السبب غياب النظام الرادع في مواجهة العابثين، مدمني التلاعب بأزرار لوحات مفاتيحهم؟
هناك ما يفرض وجود قانون صارم يلجم جماح أصحاب العقول الشريرة، ويوقف اندفاعهم نحو التفكير السلبي.
كفاية ضحايا!.