نأسف للإزعاج وإضاعة دقيقة
في ١٤ فبراير الحالي، وتحديدا في تمام الرابعة صباحا منه، انقطعت خدمة الإنترنت في أحد فنادق العاصمة اليابانية طوكيو لفترة لم تصل الدقيقة كاملة! إلاّ أن هذه الثواني، قضت مضجع مدير الفندق، مما قاده للاعتذار بخطاب رسمي لجميع النزلاء في الفندق، الأمر الذي أثار دهشة واستغراب الجميع!
فالساعة كانت الرابعة فجرا، ومن المرجح خلال هذا التوقيت، أن يكون الأغلبية يغطون في سبات عميق، ولكن حس المسؤولية وأهمية الوقت والاحترام الكامل للنزيل، هو ما حرك في مدير الفندق، الرغبة في الاعتذار.
عند قراءتي لهذا الخبر، توقفت مستدركا لدقيقة كذلك، وتساءلت بكل براءة: كم من انقطاع للإنترنت دام لأيام وأحيانا لأشهر دون أن نسمع أو نقرأ «نأسف لإزعاجكم!».
هل ثقافة الاعتذار معدومة في مجتمعاتنا العربية؟
أسأل وأنا على يقين تام بأننا مازلنا نعتبر الاعتذار، جزءا من التنازل المهين عن معركة. أليس الأحرى بنا أن نكون نحن السباقون للاعتذار لمن يستحق، كجزء لا يتجزأ من ثقافتنا الإسلامية!
لماذا أثار اعتذار مدير الفندق الياباني، استغرابنا؛ بل حتى امتعاض البعض منّا، ولم يثر إعجابنا؟
لأننا باختصار نرى أن العميل أو الزبون يأتي أخيرا وليس أولا، ولو لم تكن الشركات تنتهج تعامل العملاء بسياسة القطيع، لتسابقت على إرضاءه، لا على سلب ما في جيبه!
نحن اليوم مقبلون على نقلة نوعية في حياتنا المجتمعية، نحتاج أن نواكبها بتغيير الكثير من السلوكيات الخاطئة حتى في تعاملنا مع الآخر، وهذا التوجه الجديد لابد أن يدعم بالاحترام والقيم والأخلاق التي هي أساس ثقافتنا الإسلامية.
و «نأسف للإزعاج» ليست مجرد كلمة تنطق، بل هي فعل يوثق علاقتك مع الطرف الآخر.