لو سمحت انا دكتور.. لو سمحتي انا دكتوره
كلنا نعلم ونعرف ونُقٍر بأن الشهادة العليا مهما كان نوعها في اي مجال اوتخصص إنما هي إجازة أومشهد مثل التصريح بأن حاملها استطاع أن يبحث في جزئية معينه وصغيرة جداً في مجال تخصصه العلمي وأنه أنجز بحثه وأجتازه عبر لجنة مناقشة من بضعة اشخاص لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة وبالإمكان أن ينقل ماتعلمه أو انجزه للغير، فهي ليست صك شرعي جعله ومكنه أن يمتلك جميع العلوم والمعارف كلها وكأنه قد جمع كنوز العلم والمعرفة من أطرافها.
انا هنا لا أقلل من مكانة وأهمية كل من وفقهم الله ويسر لهم الظروف أن يحصلوا على هذا المؤهل بجهودهم وتفانيهم ولكن أن تكون هذه الشهادة سبب غرور وتكبر وغطرسة على الغير فهذا ما نرفضه كمجتمع معروف عنه وبجميع فئاته أنه يُقدر ويُجل العلماء والخبراء والباحثين في مختلف التخصصات بدون إستثناء.
وكلمة حق أقولها ومن خلال تجربتي في المجال الاعلامي لأكثر من 36 عاماً والذي عرفته ولمسته شخصياً وشاهدته في أغلب الدول والمجتمعات التي زرناها عندما كنا نشارك في معارض الكتاب الدولية في حوالي 39 دولة في جميع القارات الخمس ومن الصين الى امريكا ومن ايرلندا الى استراليا ونيوزلندا مروراً بأغلب دول الشرق الأوسط هو أن حملة الشهادات العليا واساتذة الكرسي من جميع الجنسيات هم أكثر فئات المجتمع تواضعاً وبساطة وحسن خلق في التعامل والتفاهم وأدب الحوار والصبر الجميل المُبهر والترفع وعدم الانجرار في المهاترات او التكبر على الأقل منهم علماً أو معرفةً وقد تكون ظروفهم لم تخدمهم لإكمال دراساتهم ولو خدمتهم لكانوا أفضل بكثيير من المتكبرين والمتغطرسين.
وأذكر في التسعينات الميلادية عندما كنت أُحضِر لشهادة الدكتوراة في واشنطن دي سي حيث كنت أحضر مؤتمرات عالمية علمية وغير علمية أنني كنت أُلاحظ وبقوة تواضع وبساطة وأدب عباقرة وجهابذة وكبار مراجع ومنظري العلوم الاكاديمية في مختلف التخصصات العلمية والنظرية ممن كُتبت اسماؤهم في قاعات اقوى الجامعات والصروح العلمية العالمية وتتشرف الجامعات بوضع اسماؤهم على مرافقها التعليمية لأبحاثهم وجهودهم المميزه ومنهم من فازوا بجوائز عالمية مشهورة كجائزة نوبل وجائزة الملك فيصل العالمية وغيرهما.
ولنا في قيادتنا الرشيدة وعلمائنا الأجلاء في مختلف العلوم والتخصصات على مر العصور منذ عصر الخلافة الى عصرنا الذهبي المعاصر أسوة حسنه فمنهم نتعلم التواضع وحسن التعامل والخلق ولعل قدوتنا في جامعتنا هو رئيسها المتواضع والذي يشهد له كل من يقابله او يتعامل معه بالتواضع والأدب وحسن الخلق والبساطة وليست مجاملة والله العظيم او اطراء لكنها الحقيقة والكل يعرفها ويشهد بها.
إن مما يؤسف له ويضيق الصدر كما يقال بالعامية أن نسمع كثيرا وبشكل ملفت من بعض الزملاء والطلاب والطالبات وحتى أولياء الأمور أن هناك نماذج وعينات من هؤلاء المحسوبين على حرف الدال ممن أُبتليت بهم الجامعات والجهات الأخرى حيث يشتكون ويعانون من تعامل وفوقية وتكبر بعض من خدمتهم الظروف وتورط بهم هذا الحرف المبتلى بهم ولكن عزاؤنا ولله الحمد والشكر أن الأغلبية ممن يحملونه ليسوا كذلك.
خاتمة:
اتمنى وأرجو ممن ظلموا هذا الحرف المسكين المبتلى ووضعوه لقباً لهم من الجنسين وأصيبوا بمرض الغرور وهو مرض نفسي يفضح صاحبه سرعة العلاج الفوري والتخلص منه فالزمن تغير ووسائل التواصل الإجتماعي كشفت المستور وللعلم هذا الجيل جرئ ولايرحم ولا يجامل والله المستعان.