عبد العزيز تركستاني ..من خرم «إبرة» إلى فضاءات دبلوماسية!

تاريخ التعديل
7 سنوات
عبد العزيز تركستاني ..من خرم «إبرة» إلى فضاءات دبلوماسية!

كانت رؤيته للسماء، وانطلاقته للنجاح من ثقب إبرة، اتسعت بإرادته نحو الحلم والطموح، إنه قائد الملهمين وقدوة المثابرين، وأول سفير سعودي للمملكة لدى اليابان،  د.عبد العزيز تركستاني.

ولد تركستاني في الطائف عام ١٩٥٨، وعمل بشركات يابانية وأدار معهدا إسلاميا وعربيا فيها، وعمل محاضرا بجامعة الإمام محمد بن سعود، ومستشارا لمعالي وزير الشؤون الإسلامية، كما عمل مشرفا على قسم إدارة العلوم الإدارية والإنسانية في كلية المجتمع بحريملاء، وأستاذا مساعدا في جامعة الملك سعود.

لامس التركستاني المراكز الأولى مبكرا، حيث كان من أوائل الطلاب السعوديين المبتعثين في اليابان؛ بعد حصوله على بكالوريوس التسويق من جامعة الملك عبدالعزيز.

يتقن السفير تركستاني ثلاث  لغات غير العربية الأم، وهي اليابانية والإنجليزية والتركية؛ ومنح الجنسية عام ١٤٠٥، وعين مترجما للغة اليابانية في الديوان الملكي؛ ليبدأ مشوار تحقيق الحلم الفعلي والنجاح الذي انطلق صوبه من خرم إبرة.

قصة نجاح تركستاني بدأت بحلم، وانتهت بواقع مثمر، ففي عام 1971، عندما تابع زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لليابان «دعت له والدته» وشجعته حينئذ؛ ليكون مترجما بين الملك والإمبراطور الياباني، ليتعلق ذلك الحلم الكبير في ذهن طفل صغير، قضى سنوات حياته مكافحا ومناضلا في سبيل الوصول له.

تشرب التركستاني أهمية اللغة في العمل الديبلوماسي، فأجادها وبلورها مع علم واسع وخبرة أصيلة توجها بتوسعه في العلاقات العامة، والتواصل الإيجابي مع رؤساء ومسؤولي بلاده، والبلدان الأخرى بدراسة وتمعن؛ لتقوده كل هذه المهارات؛ ليكون سفيرا للمملكة في اليابان في  ٢٠٠٩، ليكتمل بذلك بناء قصة الحلم الطموحة.

عرف عن تركستاني العصامية والوطنية، وامتازت صفاته العملية بالولاء والإخلاص في العمل، وبالتواضع والخلق الرفيع مع من حوله، ويعتبر أحد أبرز القدوات والملهمين بحكمة بالغة وتطلعات عالية.

كانت ولا تزال قصة  تركستاني منهجا باعثا  للأمل، خالدا في النفوس الوطنية المخلصة بالفخر والاعتزاز.

ضرب التركستاني بكفاحه أروع الأمثلة وسطر بسيرته أسمى النماذج، مقدما للطامحين أقصر طرق النجاح حينما قال «تعلم من التدريب المكثف في الشركات اليابانية، أن نجاح الموظف في العمل يكون بالإخلاص المتجرد والتخصصية في عمل واحد، وتأدية العمل دون كلل أو ملل، وألا ينتظر الموظف في عمله توجيه المدير فهو يعرف جيدا ما يقوم به». فطبق أخلاقيات العمل الراقي، وحجب نفسه عن استخدام ممتلكات العمل في أغراض شخصية.