أقسام العلوم الإدارية إلى أين؟

نائب المشرف العام
تاريخ التعديل
6 سنوات 5 أشهر

أقسام العلوم الإدارية والمالية والمحاسبة، في جامعاتنا من الأقسام المظلومة اجتماعيا وأكاديميا. فبالرغم من أهمية دراسة هذا العلم الذي سيوفر لنا جيلا إداريا متخصصا، في مختلف فروع هذه الكليات، باعتباره علماً من العلوم المهمة لكل مجتمع؛ إلا أن هذه الأقسام، وللأسف، تعد مقبرة لكثير من الطلاب؛ لأن مجتمعنا بصفة عامة قد كرس هذا المفهوم لدى الناس، وأن خريجي أقسام هذه الكليات سيتخرجون بدون عمل، وأصبح البعض يستشهد بحالات يعرفها، سلكت مجالا آخر في العمل غير تخصصها. فليس مستغربا أن تجد خريج إدارة أعمال أو محاسبة يعمل أمين مكتبة أو لا يجد عملاً نهائيا.
كليات العلوم الإدارية والمحاسبة في الدول المتقدمة يتسابق على خريجيها الشركات الكبيرة التي تقدم لهم أضخم العروض الممكنة، وتستفيد منهم ومن تخصصهم ويعتبرون طاقة إيجابية تدعم الاقتصاد، وتساهم في نجاح الشركات؛ لما يملكونه من خبرة عملية تساعدهم على النجاح عند ممارسة ما تعلموه في حياتهم العملية . قد يكون الوضع الذي وصل إليه خريجو جامعاتنا من طلاب هذه التخصصات، تتحمله عدة أطراف (الجامعة والقسم والطالب والمجتمع).
وتختلف نسبة سبب هذ الضعف في المخرجات، فبالرغم من الخبرة التي تمتلكها هذه الجامعات لم تكن هناك محاولات لمعرفة هذا الشك في خريجي هذه الأقسام، وتركوهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم، بالرغم مما تقدمه من أسابيع تعرّف بخريجيها، غير أن هذه الأسابيع غير مجدية ولم تحاول معرفة سبب هذا الجفاء من الشركات والمجتمع لمخرجاتها.
أما الأقسام، وعلى الرغم مما تضمه من سعوديين أعضاء في هيئة التدريس، درسوا في كبرى الجامعات، وتعلموا على أيدي أساتذة، يشار لهم بالبنان في مختلف دول العالم، فإن البعض منهم لم يقدم لطلابه الدعم المعنوي الذي يجعله أكثر رغبة وحبا في دراسة هذا التخصص.
أيضا الطلاب لهم دور سلبي في هذا الجفاء والرفض؛ فالكثير منهم دخل هذا القسم وفقا لمعدله، وليس رغبة فيه، ولم يحاول أن يعتبر قبوله في هذا القسم أمرا حتميا، عليه أن يطور نفسه في مواد تخصصه، و في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي بوصفهما لغة العصر.
كما يجب على المجتمع وخاصة الشركات استقطاب خريجي هذه الأقسام وتزويدهم بالخبرة العملية، والاستفادة مما تعلموه نظريا، وأن يضمنوا لهم مستقبلا وظيفيا كريما، يدفعهم ويدفع غيرهم لدراسة هذا التخصص. نعم هناك أطراف عدة يجب أن تتضافر جهودها، مهما صغرت؛ للحصول على جيل إداري يستطيع نقلنا إدارياً لمستويات متقدمة تحقق الرؤية  التي تسعى إليها الدولة.